responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نظرية الحكم في الإسلام المؤلف : الأراكي، الشيخ محسن    الجزء : 1  صفحة : 20

بعضها مع بعض، وتنسجم ضمن إطار واحد من الآمال والأهداف، فتشكّل بمجموعها إرادة اجتماعية غالبة، فيها تتجسّد الشخصيّة الاجتماعية للأفراد، وبها تحقّق المجموعة الإنسانية مقاصدها وأهدافها.

فالإرادات الفردية هي مصدر الإرادة الاجتماعية، وبتراكم الإرادات الفردية وانسجامها تتبلور الإرادة الاجتماعية التي تجسّد شخصيّة المجتمع، وتسخّر إمكانيّاته، وتعبّئ طاقاته في سبيل تحقيق أهداف المجموعة وآمالها ومقاصدها.

وفي المجتمعات- غالباً بفعل التفاوت في المواهب الطبيعية التي أودعها الله سُبحَانَهُ وَتَعَالى في الناس، أو بفعل اختلافهم في تطوير طاقاتهم الفردية، أو نتيجة للحالة الطبقية، أو الاستئثار، أو عوامل مختلفة أُخرى- يتّفق كثيراً أن يهيمن فرد متميّز أو مجموعة قليلة متميّزة على إرادات فردية كثيرة، فتصهرها في إرادة الفرد أو المجموعة المهيمنة، وتصبح الإرادة الاجتماعية الغالبة تابعة لإرادة الفرد أو الأقلّية المتميّزة، وبها تتمثّل شخصيّة المجتمع وقوّته التي تحدّد مصيره. وسواءً انبثقت الإرادة الاجتماعية من إرادات فردية متكافئة أو غير متكافئة؛ فإنّ القوّة التي تتبلور في السلطة السياسية تنبع من هذه الإرادة الاجتماعية التي تعبّر عن الإرادة الغالبة.

هذا هو الواقع الذي يعبّر عن طبيعة المجتمع الإنساني، فإنّ الإرادة الغالبة هي مصدر قوّة السلطة السياسية، وهي حقيقة كونية طبيعية يدلّل عليها الواقع المعاش والتجربة الاجتماعية في الماضي والحاضر.

ومن هنا يتّضح أنّ الدور الحقيقي الذي يمكن لإرادة الجماهير أن‌

اسم الکتاب : نظرية الحكم في الإسلام المؤلف : الأراكي، الشيخ محسن    الجزء : 1  صفحة : 20
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست