نلاحظ: أن هذا الاستغراب لا يفيد أنه لا
يروي إلا عن ثقة، بل يفيد أنه قد يروي عن من لم يثبت ضعفه ولا وثاقته. نعم هذا
النص يفيد أنه لا يروي عمن كان فيه ثلاثة أوصاف: كان يضع الحديث وضعا.
-
يروي عن المجاهيل. فاسد المذهب والرواية.
علما
أن فعل المضارع يفيد الحدوث والتجدد، فالظاهر أنه لا يروي عمن تكرر منه ذلك، واصبح
ديدنه، لا من روى مجرد رواية واحدة.وأما من لم تجتمع فيه هذه الأوصاف الثلاثة فقد
يروي عنه. وقال في ترجمة أحمد بن محمد بن عبيد الله بن الحسن بن عياش الجوهري: كان
سمع الحديث فأكثر واضطرب في آخر عمره، وذكر مصنفاته، ثم قال: رأيت هذا الشيخ وكان
صديقا لي ولوالدي، وسمعت عنه شيئا كثيرا، ورأيت شيوخنا يضعفونه، فلم أرو
عنه شيئا وتجنبته وكان من أهل العلم والأدب القوي، وطيّب الشعر، وحسن الخط – رحمه
الله وسامحه – ومات سنة 401 ه. [1]
نلاحظ: أن هذا النص لا يدل على أنه لا يروي إلا عن ثقة،
بل الظاهر منه تجنب الرواية عمن اشتهر ضعفه، ولا يظهر عدم تجنب النجاشي لمن لم
يشتهر ضعفه.