الأمر الرابع: إن الشيخ الطوسي (ره) صرّح بعدم حجية كثير من أحاديث التهذيب التي يتعرض لتأويلها ولا يعمل بها، كقوله: " هذا من أخبار الآحاد التي لا تفيد علماً ولا عملاً ".[1]

الأمر الخامس: إن الشيخ قد أسقط عدة روايات من الكافي عن الإعتبار ونضرب مثالين: أحدهما ليس في النوادر والآخر في النوادر.

المثال الأول: ورد في فروع الكافي من الباب الثاني من كتاب الأطعمة:

الحسين بن محمد، عن معلّى بن محمد، عن بسطام بن مرّة، عن إسحاق بن حسان، عن هيثم بن واقد، عن علي بن الحسن العبدي، عن أبي هارون، عن أبي سعيد الخدري،... قال: "قال رسول الله (ص) يا بلال إصعد أبا قبيس فناد عليه أن رسول الله حرّم الجرّي والضّب والحمر الأهلية ... [2]

ثم قال الشيخ الطوسي (ره) في " التهذيب " بعدما أورد الخبر عن الكليني: قال محمد بن الحسن: فما تضمن هذا الحديث من تحريم لحم الحمار الأهلي موافق للعامة، والرجال الذين رووا هذا الخبر: أكثرهم عامة، وما يختصون بنقله لا يلتفت إليه. [3]

والعبارة الأخيرة ظاهرة في سبب الإسقاط هو ضعف السند.

[1] المصدر السابق.

[2] الكافي، الكليني، ج6، ح1، ص 243.

[3] تهذيب الاحكام، الشيخ الطوسي، ج 9، ص 42.