responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نهج البلاغه المؤلف : صبحي صالح    الجزء : 1  صفحة : 270

الله علیه وآله أَرْسَلَهُ بِوُجُوبِ الْحُجَجِ وَ ظُهُورِ الْفَلَجِ [1] وَ إِیضَاحِ الْمَنْهَجِ فَبَلَّغَ الرِّسَالَهَ صَادِعاً [2] بِهَا وَ حَمَلَ عَلَی الْمَحَجَّهِ دَالاًّ عَلَیْهَا وَ أَقَامَ أَعْلاَمَ الاِهْتِدَاءِ وَ مَنَارَ الضِّیَاءِ وَ جَعَلَ أَمْرَاسَ [3] الْإِسْلاَمِ مَتِینَهً وَ عُرَی الْإِیمَانِ وَثِیقَهً.

منها فی صفه خلق أصناف من الحیوان

وَ لَوْ فَکَّرُوا فِی عَظِیمِ الْقُدْرَهِ وَ جَسِیمِ النِّعْمَهِ لَرَجَعُوا إِلَی الطَّرِیقِ وَ خَافُوا عَذَابَ الْحَرِیقِ وَ لَکِنِ الْقُلُوبُ عَلِیلَهٌ وَ الْبَصَائِرُ مَدْخُولَهٌ أَ لاَ یَنْظُرُونَ إِلَی صَغِیرِ مَا خَلَقَ کَیْفَ أَحْکَمَ خَلْقَهُ وَ أَتْقَنَ تَرْکِیبَهُ وَ فَلَقَ لَهُ السَّمْعَ وَ الْبَصَرَ وَ سَوَّی لَهُ الْعَظْمَ وَ الْبَشَرَ [4]! انْظُرُوا إِلَی النَّمْلَهِ فِی صِغَرِ جُثَّتِهَا وَ لَطَافَهِ هَیْئَتِهَا لاَ تَکَادُ تُنَالُ بِلَحْظِ الْبَصَرِ وَ لاَ بِمُسْتَدْرَکِ الْفِکَرِ کَیْفَ دَبَّتْ عَلَی أَرْضِهَا وَ صُبَّتْ عَلَی رِزْقِهَا تَنْقُلُ الْحَبَّهَ إِلَی جُحْرِهَا وَ تُعِدُّهَا فِی مُسْتَقَرِّهَا تَجْمَعُ فِی حَرِّهَا لِبَرْدِهَا وَ فِی وِرْدِهَا لِصَدَرِهَا [5] مَکْفُولٌ بِرِزْقِهَا مَرْزُوقَهٌ بِوِفْقِهَا [6] لاَ یُغْفِلُهَا الْمَنَّانُ وَ لاَ یَحْرِمُهَا الدَّیَّانُ وَ لَوْ فِی الصَّفَا [7] الْیَابِسِ وَ الْحَجَرِ الْجَامِسِ وَ لَوْ فَکَّرْتَ فِی مَجَارِی أَکْلِهَا، فِی عُلْوِهَا وَ سُفْلِهَا، وَ مَا فِی الْجَوْفِ مِنْ شَرَاسِیفِ [8] بَطْنِهَا وَ مَا فِی الرَّأْسِ مِنْ عَیْنِهَا وَ أُذُنِهَا لَقَضَیْتَ مِنْ خَلْقِهَا عَجَباً وَ لَقِیتَ مِنْ وَصْفِهَا تَعَباً - فَتَعَالَی الَّذِی أَقَامَهَا عَلَی قَوَائِمِهَا وَ بَنَاهَا عَلَی دَعَائِمِهَا لَمْ یَشْرَکْهُ فِی فِطْرَتِهَا فَاطِرٌ


[1] 2368.الفَلَج: الظفر، و ظهوره: علو کلمه الدین.

[2] 2369.صادعاً: جاهرا. ء

[3] 2370.الأمراس: جمع مرس بالتحریک و هو جمع مرسه - بالتحریک -: و هو الحبل.

[4] 2371.البَشَر: جمع بشره، و هی ظاهر الجلد الإنسانی.

[5] 2372.الصَدَر - محرّکا - الرجوع بعد الورود.

[6] 2373.بِوِفْقِها: بکسر الواو، أی بما یوافقها من الرزق و یلائم طبعها.

[7] 2374.الصَفا: الحجر الأملس لا شقوق فیه. و الجامس: الجامد.

[8] 2375.الشَرَاسِیف: مقاطّ الأضلاع: و هی أطرافها التی تشرف علی البطن.

اسم الکتاب : نهج البلاغه المؤلف : صبحي صالح    الجزء : 1  صفحة : 270
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست