التمسك ببعض الروايات الخاصة، بدعوى ظهورها في أنّ الكفّار مكلّفون
ابتداءً بالإسلام، أي بالايمان باللَّه والرسول، وبعد الايمان بذلك يكلّفون
بالايمان بالولاية والفرائض الاخرى، والمهم منها روايتان:
إحداهما: صحيح زرارة قال: قلت لأبي جعفر عليه
السلام: أخبرني عن معرفة الإمام منكم واجبة على جميع الخلق؟ فقال: «إنّ اللَّه
عزّوجلّ بعث محمّداً صلى الله عليه و آله و سلم إلى الناس أجمعين رسولًا وحجّة للَّهعلى
جميع خلقه في أرضه، فمن آمن باللَّه وبمحمّد رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و
سلم واتّبعه وصدّقه فإنّ معرفة الإمام منّا واجبة عليه، ومن لم يؤمن باللَّه
ورسوله ولم يتّبعه ولم يصدّقه ويعرف حقهما فكيف يجب عليه معرفة الإمام وهو لا يؤمن
باللَّه ورسوله ويعرف حقّهما؟!» قال: قلت: فما تقول فيمن يؤمن باللَّه ورسوله
ويصدّق رسوله في جميع ما أنزل اللَّه يجب على اولئك حق معرفتكم؟ قال: «نعم، أليس
هؤلاء يعرفون فلاناً وفلاناً؟» قلت: بلى، قال: «أترى أنّ اللَّه هو الذي أوقع في
قلوبهم معرفة هؤلاء؟! واللَّه ما أوقع ذلك في قلوبهم إلّاالشيطان، لا واللَّه ما
ألهَمَ المؤمنين حقّنا إلّا اللَّه عزّوجلّ»[1].
ومقتضى التعليل في ذيله أنّه ما داموا لم يؤمنوا باللَّه والرسول أي
بالإسلام لا يكلّفون بمعرفة الإمام والولاية. ويستفاد منه بالأولوية أو بعموم
التعليل أنّهم لا يكلّفون بسائر الفرائض أيضاً بنفس العلّة.
ولهذا قال المحدّث الكاشاني في الوافي- بعد نقل الصحيح-: (وفي هذا