مَغانِمَ لِتَأْخُذُوها ذَرُونا
نَتَّبِعْكُمْ ...)[1] و قوله تعالى (وَ
مَغانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَها وَ كانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً)[2] و قوله تعالى
(وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَها فَعَجَّلَ لَكُمْ هذِهِ وَ
كَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنْكُمْ)[3]، بل لا نجد في القرآن الكريم في غير محل الكلام استعمالا لهذه
المادة في غير المعنى الخاص.
و قد يستند لاثبات إرادة المعنى العام بظهور (ما) الموصولة و كلمة
(من شيء) و مناسبتهما لذلك.
و الانصاف: انّ مادة الغنم مفادها الأصلي إما هو خصوص المال الذي
يفوز به الانسان، و يظفر به بالغلبة المساوقة للأخذ بالقوة، او هو الفائدة المطلقة
أي الحاصلة بلا ترقّب و لا بذل مال او جهد و المقصود من المشقة او الترقّب هو
الطرق المتعارفة لتحصيل المال نوعا كالتكسبات و نحوها فانّ هذا هو المتبادر من
الكلمة، و هو المستخلص من تعبيرات اللغويين، حيث فسروها بالظفر بالمال بلا مقابل و
مجانا، و كذلك فسروها بكل ما يفوز به الانسان بلا تعب و لا ترقّب و لا مشقة[4]،
و يؤيد ذلك استعمالات الكلمة في القرآن الكريم و في ألسنة الروايات، كما لا يخفى
على من راجعها، كيف و لو كان المعنى العام هو معنى اللفظ للزم ظهور الآية في ذلك
في صدر الاسلام و في زمن النبي (ص) و لتمسك الخلفاء بعده بالآية لفرض الخمس على
مطلق الفوائد و جبايتها لأنفسهم باعتبارهم يدعون خلافة رسول اللّه (ص) كما كانوا
يصنعون في خمس الغنائم.
و اما التعميم بقوله (من شيء) فهو للتأكيد على لزوم الخمس في
الغنيمة مهما كان صغيرا أو ضئيلا دفعا لتوهم الاختصاص بما له خطر أو بالمال الكثير،
بل