responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 8  صفحة : 253
الأمم الماضية أن يهلكهم، إذا كذبوا رسله، وينزل بهم العذاب، ويحل عليهم النقمة، جزاء على كفرهم وتكذيبهم، فإن ينتظرون ذلك (فلن تجد) يا محمد (لسنة الله تبديلا) أي: لا يغير الله عادته من عقوبة من كفر نعمته، وجحد ربوبيته، ولا يبدلها (ولن تجد لسنة الله تحويلا) فالتبديل تصيير الشئ مكان غيره، والتحويل: تصيير الشئ في غير المكان الذي كان فيه. والتغيير: تصيير الشئ على خلاف ما كان.
(أولم يسيروا في الأرض) أي: ألم يسم هؤلاء (الكفار) الذين أنكروا إهلاك الله الأمم الماضية في الأرض (فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم) أي: كيف أهلك الله المكذبين من قبلهم، مثل قوم لوط، وعاد، وثمود، فيعتبروا بهم (وكانوا) وكان أولئك (أشد منهم) أي: من هؤلاء (قوة وما كان الله ليعجزه من شئ) أي: لم يكن الله يفوته شئ (في السماوات ولا في الأرض إنه كان عليما) بجميع الأشياء (قديرا) على ما لا نهاية له.
ثم من سبحانه على خلقه بتأخيره العقاب عنهم، فقال: (ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا) من الشرك والتكذيب لعجل لهم العقوبة، وهو قوله: (ما ترك على ظهرها من دابة) والضمير عائد إلى الأرض، وإن لم يجر لها ذكر لدلالة الكلام على ذلك، والعلم الحاصل به (ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى) والآية مفسرة في سورة النحل. (فإذا جاء أجلهم فإن الله كان بعباده بصيرا) أي: هو بصير بمكانهم، فيؤاخذهم حيث كانوا، وقيل: بصيرا بأعمالهم، فيجازيهم عليها.


اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 8  صفحة : 253
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست