responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 8  صفحة : 461
الكلام حذف تقديره: لما جاءتهم رسلهم بالبينات فجحدوها، وأنكروا دلالتها، ووعد الله الرسل بإهلاك أممهم، ونجاة قومهم. (فرحوا بما عندهم من العلم) أي: فرح الرسل بما عندهم من العلم بذلك، عن الجبائي. وقيل: معناه فرح الكفار بما عندهم من العلم أي: بما كان عندهم أنه علم، وهو جهل على الحقيقة، لأنهم قالوا: نحن أعلم منهم، لا نبعث، ولا نعذب، واعتقدوا أنه علم. فأطلق عليه لفظ العلم على اعتقادهم، كما قال: (حجتهم داحضة) وقال: (ذق إنك أنت العزيز الكريم) أي: عند نفسك، أو عند قومك، عن الحسن، ومجاهد. وقيل:
معناه فرحوا بالشرك الذي كانوا عليه، وأعجبوا به، وظنوا أنه علم، وهو جهل وكفر، عن الضحاك قال: والمراد بالفرح شدة الإعجاب.
(وحاق بهم ما كانوا به يستهزءون) أي: حل بهم، ونزل بهم، جزاء استهزائهم برسلهم من العذاب والهلاك (فلما رأوا بأسنا) أي: عذابنا النازل بهم (قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين) أي: كفرنا بالأصنام والأوثان.
(فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا) أي: عند رؤيتهم بأس الله وعذابه، لأنهم يصيرون عند ذلك ملجأين. وفعل الملجأ لا يستحق به المدح (سنت الله التي قد خلت) من قبل (في عباده) نصب (سنة الله) على المصدر، ومعناه: سن الله هذه السنة في الأمم الماضية كلها، إذ لا ينفعهم إيمانهم إذا رأوا العذاب. والمراد بالسنة هنا الطريقة المستمرة من فعله بأعدائه الجاحدين (وخسر هنالك الكافرون) بدخول النار، واستحقاق النقمة، وفوت الثواب والجنة، وبالله التوفيق، وحسبنا الله، ونعم المولى، ونعم النصير.
تم الجزء الثامن من كتاب مجمع البيان لعلوم القرآن

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 8  صفحة : 461
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
صيغة PDF شهادة الفهرست