responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 8  صفحة : 252
الاعراب: (أن تزولا) مفعول له أي: كراهة أن تزولا، أو لئلا تزولا.
و (استكبارا): مفعول له أيضا. و (مكر السئ): معطوف عليه ويجوز أن يكون مصدرا على تقدير استكبروا استكبارا في الأرض، وأن يكون حالا أيضا أي:
مستكبرين في الأرض، وأن يكون بدلا من نفورا أي: ما زادهم مجئ النذير إلا استكبارا في الأرض. (من شئ): فاعل يعجز. ومن مزيدة و (من دابة): في محل نصب لأنه مفعول ترك. ومن مزيدة أيضا.
المعنى: ثم أخبر سبحانه عن عظم قدرته، وسعه مملكته، فقال: (إن الله يمسك السماوات والأرض) معناه أنه يمسك السماوات من غير علاقة فوقها، ولا عماد تحتها، ويمسك الأرض كذلك (أن تزولا) أي: لئلا تزولا (ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد) أي: وإن قدر أن تزولا عن مراكزهما ما أمسكهما أحد، ولا يقدر على إمساكهما أحد (من بعده) أي: من بعد الله تعالى. وقيل: من بعد زوالهما (إنه كان حليما) أي: قادرا لا يعاجل بالعقوبة من استحقها (غفورا) أي: ستارا للذنوب، كثير الغفران.
ثم حكى عن الكفار فقال: (وأقسموا بالله جهد أيمانهم) يعني كفار مكة حلفوا بالله قبل أن يأتيهم محمد صلى الله عليه وآله وسلم بأيمان غليظة غاية وسعهم وطاقاتهم (لئن جاءهم نذير) أي: رسول مخوف من جهة الله تعالى (ليكونن أهدى) إلى قبول قوله واتباعه (من إحدى الأمم) الماضية يعني اليهود، والنصارى والصابئين (فلما جاءهم نذير) محمد صلى الله عليه وآله وسلم (ما زادهم) مجيئه (إلا نفورا) أي: تباعدا عن الهدى، وهربا من الحق، والمعنى: إنهم ازدادوا عند مجيئه نفورا (استكبارا) أي: تكبرا، وتجبرا، وعتوا على الله، وأنفة من أن يكونوا تبعا لغيرهم (في الأرض ومكر السئ) أي: وقصد الضرر بالمؤمنين. والمكر السئ: كل مكر أصله الكذب والخديعة، وكان تأسيسه على فساد، لان من المكر ما هو حسن، وهو مكر المؤمنين بالكافرين إذا حاربوهم من الوجه الذي يحسن أن يمكروا بهم، فالمراد به ههنا المكر برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وبأهل دينه. وأضيف المصدر إلى صفة المصدر، فالتقدير: ومكروا المكر السئ بدلالة قوله (ولا يحيق المكر السئ إلا بأهله) والمعنى: لا ينزل جزاء المكر السئ إلا بمن فعله.
(فهل ينظرون إلا سنة الأولين) أي: فهل ينتظرون إلا عادة الله تعالى في

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 8  صفحة : 252
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست