اسم الکتاب : الميزان في تفسير القرآن المؤلف : العلامة الطباطبائي الجزء : 17 صفحة : 199
داود رسلا وأخذها فدخلت عليه فاضطجع معها ـ وهي مطهرة من طمثها ـ ثم رجعت
إلى بيتها وحبلت المرأة ـ فأرسلت وأخبرت داود أنها حبلى ـ.
وكان أوريا في
جيش لداود يحاربون بني عمون ـ فكتب داود إلى يوآب أمير جيشه ـ يأمره بإرسال أوريا
إليه ـ ولما أتاه وأقام عنده أياما ـ كتب مكتوبا إلى يوآب [١] وأرسله بيد
أوريا ، وكتب في المكتوب يقول : اجعلوا أوريا في وجه الحرب الشديدة ـ وارجعوا من
ورائه فيضرب ويموت ـ ففعل به ذلك فقتل وأخبر داود بذلك ـ.
فلما سمعت
امرأة أوريا أنه قد مات ندبت بعلها ـ ولما مضت المناحة أرسل داود وضمها إلى بيته ـ
وصارت له امرأة وولدت له ابنا ـ وأما الأمر الذي فعله داود فقبح في عيني الرب ـ.
فأرسل الرب
ناثان النبي إلى داود ـ فجاء إليه وقال له ـ كان رجلان في مدينة واحدة ـ واحد
منهما غني والآخر فقير ، وكان للغني غنم وبقر كثيرة جدا ـ وأما الفقير فلم يكن له
شيء إلا نعجة واحدة صغيرة ـ قد اقتناها ورباها فجاء ضيف إلى الرجل الغني ـ فعفا أن
يأخذ من غنمه ومن بقره ـ ليهيئ للضيف الذي جاء إليه ـ فأخذ نعجة الرجل الفقير وهيأ
لضيفه ، فحمي غضب داود على الرجل جدا وقال لناثان : حي هو الرب إنه يقتل الرجل
الفاعل ذلك ـ وترد النعجة أربعة أضعاف ـ لأنه فعل هذا الأمر ولأنه لم يشفق ـ.
فقال ناثان
لداود : أنت هو الرجل يعاتبك الرب ويقول : سأقيم عليك الشر من بيتك ـ وآخذ نساءك
أمام عينيك وأعطيهن لقريبك ـ فيضطجع معهن قدام جميع إسرائيل وقدام الشمس ـ جزاء
لما فعلت بأوريا وامرأته ـ.
فقال داود
لناثان : قد أخطأت إلى الرب ـ فقال ناثان لداود : الرب أيضا قد نقل عنك خطيئتك. لا
تموت غير أنه من أجل أنك قد جعلت بهذا الأمر ـ أعداء الرب يشمتون فالابن المولود
لك من المرأة يموت ، فأمرض الله الصبي سبعة أيام ثم قبضه ـ ثم ولدت مرأة أوريا
بعده لداود ابنه سليمان.
وفي العيون ،
في باب مجلس الرضا عند المأمون مع أصحاب الملل والمقالات : قال
[١] ملخص من الإصحاح
الحادي عشر والثاني عشر من صموئيل الثاني.
اسم الکتاب : الميزان في تفسير القرآن المؤلف : العلامة الطباطبائي الجزء : 17 صفحة : 199