responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الميزان في تفسير القرآن المؤلف : العلامة الطباطبائي    الجزء : 17  صفحة : 198

( بحث روائي )

روي في الدر المنثور ، بطريق عن أنس وعن مجاهد والسدي وبعدة طرق عن ابن عباس قصة دخول الخصم على داود عليه‌السلام على اختلاف ما في الروايات وروى مثلها القمي في تفسيره ، ورواها في العرائس ، وغيره وقد لخصها في مجمع البيان ، كما يأتي: أن داود كان كثير الصلاة فقال : يا رب فضلت علي إبراهيم فاتخذته خليلا ـ وفضلت علي موسى فكلمته تكليما ـ فقال : يا داود إنا ابتليناهم بما لم نبتلك بمثله ـ فإن شئت ابتليتك فقال : نعم يا رب فابتلني.

فبينا هو في محرابه ذات يوم إذ وقعت حمامة ـ فأراد أن يأخذها فطارت إلى كوة المحراب ـ فذهب ليأخذها فاطلع من الكوة ـ فإذا امرأة أوريا بن حيان تغتسل فهواها وهم بتزويجها ـ فبعث بأوريا إلى بعض سراياه ـ وأمر بتقديمه أمام التابوت الذي فيه السكينة ـ ففعل ذلك وقتل ـ.

فلما انقضت عدتها تزوجها وبنى بها ـ فولد له منها سليمان ـ فبينا هو ذات يوم في محرابه ـ إذ دخل عليه رجلان ففزع منهما ـ فقالا لا تخف خصمان بغى بعضنا على بعض ـ إلى قوله ـ وقليل ما هم ، فنظر أحد الرجلين إلى صاحبه ثم ضحك ـ فتنبه داود على أنهما ملكان ـ بعثهما الله إليه في صورة خصمين ليبكتاه على خطيئته ـ فتاب وبكى حتى نبت الزرع من كثرة دموعه.

ثم قال في المجمع ، ـ ونعم ما قال ـ : إنه مما لا شبهة في فساده فإن ذلك مما يقدح في العدالة فكيف يجوز أن يكون أنبياء الله الذين هم أمناؤه على وحيه وسفراؤه بينه وبين خلقه بصفة من لا تقبل شهادته وعلى حالة تنفر عن الاستماع إليه والقبول منه.

أقول : والقصة مأخوذة من التوراة غير أن التي فيها أشنع وأفظع فعدلت بعض التعديل على ما سيلوح لك.

ففي التوراة ما ملخصه: وكان في وقت المساء أن داود قام عن سريره ـ وتمشي على سطح بيت الملك ـ فرأى من على السطح امرأة تستحم ـ وكانت المرأة جميلة المنظر جدا.

فأرسل داود وسأل عن المرأة فقيل : إنها بتشبع امرأة أوريا الحتي ـ فأرسل

اسم الکتاب : الميزان في تفسير القرآن المؤلف : العلامة الطباطبائي    الجزء : 17  صفحة : 198
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست