اسم الکتاب : الميزان في تفسير القرآن المؤلف : العلامة الطباطبائي الجزء : 17 صفحة : 200
الرضا عليهالسلام لابن جهم : وأما داود فما يقول من قبلكم فيه؟ قال :
يقولون : إن داود كان يصلي في محرابه ـ إذ تصور له إبليس على صورة طير ـ أحسن ما
يكون من الطيور ـ فقطع داود صلاته وقام يأخذ الطير إلى الدار ـ فخرج في أثره فطار
الطير إلى السطح ـ فصعد في طلبه فسقط الطير في دار أوريا بن حيان ـ.
فاطلع داود في
أثر الطير فإذا بامرأة أوريا تغتسل ـ فلما نظر إليها هواها ـ وكان قد أخرج أوريا
في بعض غزواته ـ فكتب إلى صاحبه أن قدم أوريا أمام التابوت ـ فقدم فظفر أوريا
بالمشركين فصعب ذلك على داود ـ فكتب إليه ثانية أن قدمه أمام التابوت ـ فقدم فقتل
أوريا وتزوج داود بامرأته ـ.
قال : فضرب
الرضا عليهالسلام يده على جبهته وقال : إنا لله وإنا إليه راجعون ـ لقد
نسبتم نبيا من أنبياء الله إلى التهاون بصلاته ـ حتى خرج في أثر الطير ثم بالفاحشة
ثم بالقتل ـ.
فقال : يا ابن
رسول الله ما كانت خطيئته؟ فقال : ويحك إن داود عليهالسلام إنما ظن ـ أنه ما خلق الله خلقا هو أعلم منه ـ فبعث
الله عز وجل إليه الملكين فتسورا المحراب فقالا : خصمان بغى بعضنا على بعض ـ فاحكم
بيننا بالحق ولا تشطط ـ واهدنا إلى سواء الصراط ـ إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة ـ
ولي نعجة واحدة فقال أكفلنيها وعزني في الخطاب ـ فعجل داود على المدعى عليه فقال ـ
لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه ـ ولم يسأل المدعي البينة على ذلك ، ولم يقبل على
المدعى عليه فيقول له : ما تقول؟ فكان هذا خطيئة رسم الحكم لا ما ذهبتم إليه ـ ألا
تسمع الله عز وجل يقول : «
يا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ ـ فَاحْكُمْ بَيْنَ
النَّاسِ بِالْحَقِ » إلى آخر الآية ـ.
فقال : يا ابن
رسول الله ما قصته مع أوريا؟ قال الرضا عليهالسلام : إن المرأة في أيام داود ـ كانت إذا مات بعلها أو قتل
لا تتزوج بعده أبدا ـ فأول من أباح الله عز وجل له ـ أن يتزوج بامرأة قتل بعلها
داود عليهالسلام ـ فتزوج بامرأة أوريا لما قتل وانقضت عدتها ـ فذلك الذي شق على الناس من
قتل أوريا.
وفي أمالي
الصدوق ، بإسناده إلى أبي عبد الله عليهالسلام : أنه قال لعلقمة : إن رضا الناس لا يملك وألسنتهم لا
تضبط ـ ألم ينسبوا داود عليهالسلام إلى أنه تبع الطير ـ حتى نظر إلى امرأة أوريا فهواها ،
وأنه قدم زوجها أمام التابوت حتى قتل ـ ثم تزوج بها الحديث.
اسم الکتاب : الميزان في تفسير القرآن المؤلف : العلامة الطباطبائي الجزء : 17 صفحة : 200