و قال علي بن إبراهيم في
قوله ثُمَّ جَعَلْناكَ عَلى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْها- إلى قوله لَنْ
يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً فهذا تأديب لرسول الله ص و المعنى لأمته- و
قوله أَ فَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ قال: نزلت في قريش كلما
هووا شيئا عبدوه وَ أَضَلَّهُ اللَّهُ عَلى عِلْمٍ أي عذبه على علم منه
فيما ارتكبوا من أمير المؤمنين ع و جرى ذلك بعد رسول الله ص لما فعلوه بأهوائهم و
آرائهم و أزالوهم- و أمالوا الخلافة و الإمامة عن أمير المؤمنين بعد أخذ الميثاق
عليهم مرتين لأمير المؤمنين و قوله اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ نزلت في قريش و
جرت بعد رسول الله ص في الذين غصبوا أمير المؤمنين ع و اتخذوا إماما بأهوائهم- و
الدليل على ذلك قوله:
«وَ مَنْ يَقُلْ
مِنْهُمْ إِنِّي إِلهٌ مِنْ دُونِهِ» قال من زعم أنه إمام و ليس بإمام- فمن اتخذ
إماما ففضله على علي ع.
ثم عطف على الدهرية
الذين قالوا لا نحيا بعد الموت فقال وَ قالُوا ما هِيَ إِلَّا حَياتُنَا الدُّنْيا
نَمُوتُ وَ نَحْيا و هذا مقدم و مؤخر- لأن الدهرية لم يقروا بالبعث