responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير القمي المؤلف : القمي، علي بن ابراهيم    الجزء : 2  صفحة : 283

أي ينشأ بالذهب‌ وَ هُوَ فِي الْخِصامِ غَيْرُ مُبِينٍ‌ قال: لا يبين الكلام و لا يتبين من الناس- و لو كان نبيا لكان بخلاف الناس‌

قوله‌ وَ جَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبادُ الرَّحْمنِ إِناثاً معطوف على ما قالت قريش إن الملائكة بنات الله في قوله: وَ جَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبادِهِ جُزْءاً فرد الله عليهم فقال: أَ شَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهادَتُهُمْ وَ يُسْئَلُونَ‌ و قوله‌ إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ‌ أي يحتجون [يخمنون‌] بلا علم- و قوله‌ بَلْ قالُوا إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى‌ أُمَّةٍ أي على مذهب‌ وَ إِنَّا عَلى‌ آثارِهِمْ مُهْتَدُونَ‌ ثم قال عز و جل‌ وَ إِذْ قالَ إِبْراهِيمُ لِأَبِيهِ وَ قَوْمِهِ- إِنَّنِي بَراءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي‌ أي خلقني‌ فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ‌ أي سيبين لي و يثيب- ثم ذكر الأئمة ع فقال‌ وَ جَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ‌ يعني فإنهم يرجعون أي الأئمة إلى الدنيا- ثم حكى الله عز و جل قول قريش‌ وَ قالُوا لَوْ لا نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ‌ يعني هلا نزل هذا القرآن‌ عَلى‌ رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ‌ و هو عروة بن مسعود و القريتين مكة و الطائف، و كان جزاؤكم [جزاهم‌] ما تحتمل الذباب، و كان عم المغيرة بن شعبة فرد الله عليهم فقال: أَ هُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ‌ يعني النبوة و القرآن حين قالوا لم لم ينزل على عروة بن مسعود ثم قال الله‌ نَحْنُ قَسَمْنا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا- وَ رَفَعْنا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ‌ يعني في المال و البنين‌ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيًّا- وَ رَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ‌ فهذا من أعظم دلالة الله على التوحيد- لأنه خالف بين هيآتهم و تشابههم- و إراداتهم و أهوائهم ليستعين بعضهم على بعض- لأن أحدا لا يقوم بنفسه لنفسه- و الملوك و الخلفاء لا يستغنون عن الناس- و بهذا قامت الدنيا- و الخلق المأمورون المنهيون المكلفون- و لو احتاج كل إنسان أن يكون بناء لنفسه و خياطا لنفسه- و حجاما لنفسه و جميع الصناعات التي يحتاج إليها- لما قام العالم طرفة عين- لأنه لو طلب كل إنسان العلم ما قامت الدنيا- و لكنه عز و جل خالف بينهم و بين هيآتهم- و ذلك من أعظم الدلالة على التوحيد-.

اسم الکتاب : تفسير القمي المؤلف : القمي، علي بن ابراهيم    الجزء : 2  صفحة : 283
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست