responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير القمي المؤلف : القمي، علي بن ابراهيم    الجزء : 2  صفحة : 200

يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ- لَا يَجْسُرُونَ أَنْ يَبْرَحُوا- فَبَيْنَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ حَانَ مِنْهُ الْتِفَاتَةٌ- فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ مَعَهُ فِي الْقُبَّةِ فَفَزِعَ مِنْهُ سُلَيْمَانُ فَقَالَ لَهُ: مَنْ أَنْتَ فَقَالَ لَهُ: أَنَا الَّذِي لَا أَقْبَلُ الرِّشَى وَ لَا أَهَابُ الْمُلُوكَ- فَقَبَضَهُ وَ هُوَ مُتَّكِئٌ عَلَى عَصَاهُ سَنَةً- وَ الْجِنُّ يَعْمَلُونَ لَهُ وَ لَا يَعْلَمُونَ بِمَوْتِهِ- حَتَى بَعَثَ اللَّهُ الْأَرْضَةَ فَأَكَلَتْ مِنْسَأَتَهُ‌ فَلَمَّا خَرَّ عَلَى وَجْهِهِ تَبَيَّنَتِ الْإِنْسُ أَنْ لَوْ كَانُوا أَيِ الْجِنُ‌ يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ ما لَبِثُوا فِي الْعَذابِ الْمُهِينِ‌[1] فَكَذَا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ

وَ ذَلِكَ لِأَنَّ الْإِنْسَ كَانُوا يَقُولُونَ- إِنَّ الْجِنَّ يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ فَلَمَّا سَقَطَ سُلَيْمَانُ عَلَى وَجْهِهِ- عَلِمَ الْإِنْسُ أَنْ لَوْ يَعْلَمُ الْجِنُّ الْغَيْبَ- لَمْ يَعْمَلُوا سَنَةً لِسُلَيْمَانَ وَ هُوَ مَيِّتٌ وَ يَتَوَهَّمُونَهُ حَيّاً، قَالَ: فَالْجِنُّ تَشْكُرُ الْأَرَضَةَ بِمَا عَمِلَتْ بِعَصَا سُلَيْمَانَ، قَالَ: فَلَمَّا هَلَكَ سُلَيْمَانُ وَضَعَ إِبْلِيسُ السِّحْرَ- وَ كَتَبَهُ فِي كِتَابٍ ثُمَّ طَوَاهُ وَ كَتَبَ عَلَى ظَهْرِهِ- هَذَا مَا وَضَعَهُ آصَفُ بْنُ بَرْخِيَا لِلْمَلِكِ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ مِنْ ذَخَائِرِ كُنُوزِ الْمُلْكِ وَ الْعِلْمِ- مَنْ أَرَادَ كَذَا وَ كَذَا فَلْيَعْمَلْ كَذَا وَ كَذَا- ثُمَّ دَفَنَهُ تَحْتَ السَّرِيرِ ثُمَّ اسْتَثَارَهُ لَهُمْ- فَقَالَ الْكَافِرُونَ مَا كَانَ يَغْلِبُنَا سُلَيْمَانُ إِلَّا بِهَذَا- وَ قَالَ الْمُؤْمِنُونَ مَا هُوَ إِلَّا عَبْدُ اللَّهِ وَ نَبِيُّهُ‌

و قوله: لَقَدْ كانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتانِ عَنْ يَمِينٍ وَ شِمالٍ‌

قَالَ‌:

فَإِنَّ بَحْراً كَانَ مِنَ الْيَمَنِ وَ كَانَ سُلَيْمَانُ أَمَرَ جُنُودَهُ أَنْ يُجْرُوا لَهُمْ خَلِيجاً- مِنَ الْبَحْرِ الْعَذْبِ إِلَى بِلَادِ الْهِنْدِ فَفَعَلُوا ذَلِكَ- وَ عَقَدُوا لَهُ عُقْدَةً عَظِيمَةً مِنَ الصَّخْرِ وَ الْكِلْسِ- حَتَّى يُفِيضَ عَلَى بِلَادِهِمْ، وَ جَعَلُوا لِلْخَلِيجِ مَجَارِيَ- فَكَانُوا إِذَا أَرَادُوا أَنْ يُرْسِلُوا مِنْهُ الْمَاءَ أَرْسَلُوهُ بِقَدْرِ مَا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ- وَ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَ شِمَالٍ- عَنْ مَسِيرَةِ عَشَرَةِ أَيَّامٍ فِيهَا يَمُرُّ الْمَارُّ- لَا يَقَعُ عَلَيْهِ الشَّمْسُ مِنِ الْتِفَافِهِمَا- فَلَمَّا عَمِلُوا بِالْمَعَاصِي وَ عَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَ نَهَاهُمُ الصَّالِحُونَ- فَلَمْ يَنْتَهُوا بَعَثَ اللَّهُ عَلَى ذَلِكَ السَّدِّ الْجُرَذَ- وَ هِيَ الْفَأْرَةُ الْكَبِيرَةُ- فَكَانَتْ تَقْلَعُ الصَّخْرَةَ الَّتِي لَا يَسْتَقِيلُهَا الرَّجُلُ وَ يَرْمِي بِهَا، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ‌


[1]. الْآيَةَ كَمَا فِي الْقُرْآنِ: فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ ... إلخ.

اسم الکتاب : تفسير القمي المؤلف : القمي، علي بن ابراهيم    الجزء : 2  صفحة : 200
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست