و قال علي بن إبراهيم في
قوله إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ
الْجِبالِ- فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها قال الأمانة هي الإمامة و الأمر و النهي-
و الدليل على أن الأمانة هي الإمامة- قوله عز و جل في الأئمة «إِنَّ اللَّهَ
يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها» يعني الإمامة فالأمانة
هي الإمامة- عرضت عَلَى السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ الْجِبالِ فَأَبَيْنَ
أَنْ يَحْمِلْنَها، قال: أبين أن يدعوها أو يغصبوها أهلها وَ أَشْفَقْنَ مِنْها
وَ حَمَلَهَا الْإِنْسانُ أي فلان إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولًا-
لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنافِقِينَ وَ الْمُنافِقاتِ وَ الْمُشْرِكِينَ وَ
الْمُشْرِكاتِ وَ يَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِناتِ- وَ كانَ
اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً.
34 سورة سبإ مكية
آياتها أربع و خمسون 54
بِسْمِ اللَّهِ
الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ- الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَ ما
فِي الْأَرْضِ وَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَ هُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ-
يَعْلَمُ ما يَلِجُ فِي الْأَرْضِ قال ما يدخل فيها و ما ينزل من السماء يعني
المطر وَ ما يَخْرُجُ مِنْها قال من النبات وَ ما يَعْرُجُ فِيها يعني من أعمال
العباد، ثم حكى عز و جل قول الدهرية فقال وَ قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا
تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلى- وَ رَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عالِمِ الْغَيْبِ-
لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقالُ ذَرَّةٍ فِي السَّماواتِ وَ لا فِي الْأَرْضِ- وَ لا
أَصْغَرُ مِنْ ذلِكَ وَ لا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ