تسع آيات بلا خلاف.
هذا إخبار من اللّه تعالي بأن المجرمين الّذين ارتكبوا معاصي اللّه و تركوا طاعاته في ضلال و سعر، و معناه في ضلال عن الحق و عدول عنه (و في سعر) يعني في عذاب النار تسعرهم و معناه إنهم يصيرون إليه، و إنما جمع بين الضلال و السعر، لأنه لازم لهم و منعقد بحالهم و إن کان الضلال بعصيانهم و السعر بالعقاب علي الضلال، و كأنهم قد حصلوا فيه بحصولهم في سببه ألذي يستحق به. و قيل معني في ضلال يعني في ذهاب عن طريق الجنة و الآخرة في نار مسعرة.
و قوله (يوم يسحبون) أي يوم يجرون في النار علي وجوههم (ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ) أي يقال لهم مع ذلک ذوقوا مس سقر، و هو كقولهم وجدت مس الحمي و كيف ذقت طعم الضرب. و قيل: إن سقر جهنم و قيل: هو باب من أبوابها، و لم يصرف للتعريف و التأنيث. و لما وصف العقاب قال (إِنّا كُلَّ شَيءٍ خَلَقناهُ بِقَدَرٍ) أي العقاب علي مقدار الاستحقاق ألذي تقتضيه الحكمة و كذلك غيره في کل خصلة. و في نصب (کل) ثلاثة أوجه:
أحدها- علي تقدير إنا خلقنا کل شيء خلقناه بقدر.
الثاني- انه جاء علي زيداً ضربته.
الثالث- علي البدل ألذي يشتمل عليه، كأنه قال (إن کل شيء خلقناه بقدر) أي هو مقدر في اللوح المحفوظ. و قوله (وَ ما أَمرُنا إِلّا واحِدَةٌ كَلَمحٍ