احدي عشرة آية بلا خلاف.
لما وبخ اللّه تعالي ألذي أعطي قليلا و اكدي، و بين أنه ليس عنده علم الغيب فيصدق من قال إنه يتحمل خطاياه، بين ان ألذي وعده بذلك (أم لم ينبأ) أي لم يخبر بما في صحف الأنبياء و لم يعلم ذلک ف (أم) بمعني (بل) و تقديره بل لم ينبأ بما في صحف موسي و الصحف جمع صحيفة و المراد- هاهنا- مكتوب الحكمة، لأنها كتب اللّه.
و قوله (و ابراهيم) أي و لا في صحف ابراهيم (ألذي و في) أي و في بما يجب عليه للّه- عز و جل- و استحق أن يمدح بهذا المدح. و قال مجاهد (وَ إِبراهِيمَ الَّذِي وَفّي أَلّا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزرَ أُخري) و قيل في رسالة ربه في هذا أو في غيره- ذكره سعيد بن جبير و قتادة و إبن زيد- و هو أليق بالعموم. و قوله (ألذي وفي) قيل: استحق المدح بذبح ولده و إلقائه في النار و تكذيبه في الدعاء إلي اللّه فوفي ما عليه في جميع ذلک. و قوله (أَلّا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزرَ أُخري) أي بين اللّه تعالي في صحف ابراهيم و موسي أن لا تزر وازرة وزر أخري، و معناه أنه لا يؤاخذ احد بذنب غيره. يقال: وزر يزر إذا كسب وزراً، و هو الإثم، فهو وازر.
و قوله (وَ أَن لَيسَ لِلإِنسانِ إِلّا ما سَعي) معناه ليس له من الجزاء إلا جزاء ما عمل دون ما عمله غيره، و متي دعا إلي الايمان من أجاب اليه فهو محمود عليه علي طريق التبع كأنه من أجل عمله صار له الحمد علي هذا، و لو لم يعمل شيئاً ما استحق شيئاً لا ثواباً و لا عقاباً.
و قوله (وَ أَنَّ سَعيَهُ سَوفَ يُري) معناه إن ما يفعله الإنسان و يسعي فيه لا بد أن يري في ما بعد بمعني أنه يجازي عليه من ثواب او عقاب، و بين ذلک بقوله