responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 9  صفحة : 388

و ‌منه‌ ‌قوله‌ «فَأَوجَس‌َ فِي‌ نَفسِه‌ِ خِيفَةً مُوسي‌»[1] فقالت‌ حينئذ ‌له‌ الملائكة «لا تَخَف‌» ‌ يا ‌ إبراهيم‌ فانا رسل‌ اللّه‌ و ملائكته‌ أرسلنا اللّه‌ ‌إلي‌ قوم‌ لوط لنهلكهم‌. و ‌قيل‌: إنهم‌ دعوا اللّه‌ فأحيا العجل‌ ‌له‌ فعلم‌ إبراهيم‌ عند ‌ذلک‌ انهم‌ ‌من‌ الملائكة ‌عليهم‌ ‌السلام‌ «وَ بَشَّرُوه‌ُ» عند ‌ذلک‌ «بِغُلام‌ٍ عَلِيم‌ٍ» ‌ أي ‌ ‌يکون‌ عالماً ‌إذا‌ كبر و بلغ‌. ‌قال‌ مجاهد: المبشر ‌به‌ إسماعيل‌. و ‌قال‌ غيره‌: ‌هو‌ إسحاق‌، لأنه‌ ‌من‌ سارة، و ‌هذه‌ القصة لها ‌لا‌ لهاجر، سمعت‌ البشارة امرأته‌ سارة «فأقبلت‌ ‌في‌ صرة» يعني‌ ‌في‌ صيحة‌-‌ ‌في‌ قول‌ ‌إبن‌ عباس‌ و مجاهد و سفيان‌-‌ و ‌قال‌ مجاهد و سفيان‌ أيضاً ‌في‌ رنة «فَصَكَّت‌ وَجهَها» ‌قال‌ ‌إبن‌ عباس‌ لطمت‌ وجهها. و ‌قال‌ السدي‌: ضربت‌ وجهها تعجباً، و ‌هو‌ قول‌ مجاهد و سفيان‌، فالصك‌ الضرب‌ باعتماد شديد «وَ قالَت‌ عَجُوزٌ عَقِيم‌ٌ» فالتقدير أنا عجوز عقيم‌ كيف‌ ألد!؟ و العقيم‌ الممتنعة ‌من‌ الولادة لكبر ‌او‌ آفة. و ‌قال‌ الحسن‌: العقيم‌ العاقر. و أصل‌ العقيم‌ الشدة مما جاء ‌في‌ الحديث‌ (يعقم‌ أصلاب‌ المشركين‌) ‌ أي ‌ يشد، ‌فلا‌ يستطيعون‌ السجود، و داء عقام‌ ‌إذا‌ أعيا، اي‌ اشتد ‌حتي‌ أيأس‌ ‌ان‌ يبرأ، و معاقم‌ الفرس‌ مفاصله‌ يشد بعضها ‌إلي‌ بعض‌، و العقم‌ و العقمة ثياب‌ معلمة ‌ أي ‌ شدت‌ بها الاعلام‌، و عقمت‌ المرأة، فهي‌ معقومة و عقيم‌، و قالوا عقمت‌ ايضاً و رجل‌ عقيم‌ مثل‌ المرأة ‌من‌ قوم‌ عقيمين‌ و الريح‌ العقيم‌ ‌الّتي‌ ‌لا‌ تنشئ‌ السحاب‌ للمطر، و الملك‌ عقيم‌ يقطع‌ الولاء لان‌ الابن‌ يقتل‌ أباه‌ ‌علي‌ الملك‌، فقالت‌ الملائكة عند ‌ذلک‌ لها «كَذلِك‌َ» ‌ أي ‌ مثل‌ ‌ما بشرناك‌ ‌به‌ «قال‌َ رَبُّك‌ِ» ‌ما بشرناك‌ ‌به‌ ‌فلا‌ تشك‌ ‌فيه‌ «إِنَّه‌ُ هُوَ الحَكِيم‌ُ» ‌في‌ أفعاله‌ «العَلِيم‌ُ» بخفايا الأمور ‌لا‌ يخفي‌ ‌عليه‌ خافية و المعني‌ ‌کما‌ ‌ان‌ إخبارنا و بشارتنا ‌لا‌ شك‌ ‌فيه‌، كذلك‌ ‌قال‌ اللّه‌ ‌ما بشرناك‌ ‌به‌.


[1] ‌سورة‌ 20 طه‌ آية 67
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 9  صفحة : 388
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست