responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 9  صفحة : 389

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ الذاريات‌ (51): الآيات‌ 31 ‌الي‌ 37]

قال‌َ فَما خَطبُكُم‌ أَيُّهَا المُرسَلُون‌َ (31) قالُوا إِنّا أُرسِلنا إِلي‌ قَوم‌ٍ مُجرِمِين‌َ (32) لِنُرسِل‌َ عَلَيهِم‌ حِجارَةً مِن‌ طِين‌ٍ (33) مُسَوَّمَةً عِندَ رَبِّك‌َ لِلمُسرِفِين‌َ (34) فَأَخرَجنا مَن‌ كان‌َ فِيها مِن‌َ المُؤمِنِين‌َ (35)

فَما وَجَدنا فِيها غَيرَ بَيت‌ٍ مِن‌َ المُسلِمِين‌َ (36) وَ تَرَكنا فِيها آيَةً لِلَّذِين‌َ يَخافُون‌َ العَذاب‌َ الأَلِيم‌َ (37)

سبع‌ آيات‌.

‌لما‌ سمع‌ إبراهيم‌ ‌عليه‌ ‌السلام‌ بشري‌ الملائكة ‌له‌ بالغلام‌ العليم‌، و علم‌ أنهم‌ ليسوا ببشر و ‌لا‌ أضياف‌ «قال‌َ» ‌لهم‌ «فَما خَطبُكُم‌ أَيُّهَا المُرسَلُون‌َ» ‌ أي ‌ ‌ما شأنكم‌. و الخطب‌ ‌هو‌ الأمر الجليل‌، فكأنه‌ ‌قال‌ ‌قد‌ بعثتم‌ لأمر جليل‌، فما ‌هو‌! و ‌منه‌ الخطبة، لأنها كلام‌ بليغ‌ لعقد أمر جليل‌ تستفتح‌ بالتحميد و التمجيد. و الخطاب‌ أجل‌ ‌من‌ الإبلاغ‌.

و ‌قوله‌ «أيها» ‌لا‌ يثني‌ و ‌لا‌ يجمع‌ لأنه‌ مبهم‌ يقتضي‌ البيان‌ عنه‌ ‌ما بعده‌ ‌من‌ ‌غير‌ ‌أن‌ يلزم‌ ‌ما قبله‌، ‌کما‌ يلزم‌ (‌ألذي‌ و ‌هذا‌) كقولك‌ مررت‌ بالرجلين‌ هذين‌، فتبعه‌ ‌في‌ تثنيته‌، ‌کما‌ تبعه‌ ‌في‌ اعرابه‌.

فأجابته‌ الملائكة فقالوا «إِنّا أُرسِلنا إِلي‌ قَوم‌ٍ مُجرِمِين‌َ» عاصين‌ للّه‌ كافرين‌ لنعمه‌ استحقوا العقاب‌ و الهلاك‌ «لِنُرسِل‌َ عَلَيهِم‌ حِجارَةً مِن‌ طِين‌ٍ مُسَوَّمَةً عِندَ رَبِّك‌َ لِلمُسرِفِين‌َ» فالمسرف‌ المكثر ‌من‌ المعاصي‌، و ‌هو‌ صفة ذم‌، لأنه‌ خروج‌ ‌عن‌ الحق‌.

و نقيض‌ الإسراف‌ الإقتار، و ‌هو‌ التقصير ‌عن‌ بلوغ‌ الحق‌. و ليس‌ ‌في‌ الإكثار ‌من‌ طاعة اللّه‌ سرف‌، و ‌لا‌ ‌في‌ نعمه‌ إقتار، لأنه‌ سائغ‌ ‌علي‌ مقتضي‌ الحكمة، و إرسال‌ الرسول‌ إطلاقه‌ بالأمر ‌إلي‌ المصير ‌إلي‌ ‌من‌ أرسل‌ اليه‌، فالملائكة أمروا بالمصير ‌إلي‌

اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 9  صفحة : 389
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست