خمس آيات كوفي و ست في ما عداه.
قرأ اهل البصرة و حفص عن عاصم «وَ الَّذِينَ قُتِلُوا» علي ما لم يسم فاعله بضم القاف و كسر التاء. الباقون «قاتلوا» بألف من المفاعلة. و قرئ شاذاً «قتلوا» بفتح القاف و تشديد التاء. من قرأ بألف کان أعم فائدة، لأنه يدخل فيه من قتل. و من قرأ بغير الف لم يدخل في قراءته القاتل ألذي لم يقتل و كلاهما لم يضل اللّه أعمالهم، فهو اكثر فائدة. و من قرأ بغير الف خص هذه الآية بمن قتل. و قال: علم أن اللّه لم يضل اعمال من قاتل بدليل آخر و لأن من قاتل لم يضل عمله بشرط ألا يحبط عند من قال بالإحباط، و ليس من قتل كذلك، لأنه لا يضل اللّه أعمالهم علي وجه بلا شرط، و لأنه لا يقتل إلا وقد قاتل فصار معناهما واحد.
قال مجاهد عن إبن عباس إن قوله «الَّذِينَ كَفَرُوا وَ صَدُّوا عَن سَبِيلِ اللّهِ» نزلت في أهل مكة. و قوله «وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ» في الأنصار.
يقول اللّه تعالي مخبراً بأن الّذين جحدوا توحيد اللّه و عبدوا معه غيره و كذبوا محمداً نبيه صَلي اللّهُ عَليه و آله في ألذي جاء به و صدوا من أراد عبادة اللّه و الإقرار بتوحيده و تصديق نبيه عن الدين، و منعوه من الإسلام «أَضَلَّ أَعمالَهُم» و معناه حكم اللّه علي أعمالهم بالضلال عن الحق و العدول من الاستقامة و سماها بذلك لأنها عملت علي غير هدي و غير رشاد. و الصد عن سبيل اللّه هو الصرف عن سبيل اللّه بالنهي عنه و المنع منه. و الترغيب في خلافه، و کل ذلک صد، فهؤلاء كفروا في أنفسهم و دعوا