ثم اخبر تعالي فقال «وَ بَدا لَهُم سَيِّئاتُ ما عَمِلُوا» و معناه ظهر لهم جزاء معاصيهم الّتي عملوها في دار التكليف من العقاب «وَ حاقَ بِهِم» أي حل بهم جزاء «ما كانُوا بِهِ يَستَهزِؤُنَ» باخبار اللّه و اخبار نبيه «و قيل» لهم «اليَومَ نَنساكُم» أي نترككم في العقاب- في قول إبن عباس- و نحرمكم ثواب الجنة «كَما نَسِيتُم» أي کما تركتم التأهب ل «لِقاءَ يَومِكُم هذا» فلم تعملوا الطاعات و ارتكبتم المعاصي و قال مجاهد: كَنسيانكم يومكم «وَ مَأواكُمُ النّارُ» أي مستقركم جهنم «وَ ما لَكُم مِن ناصِرِينَ» يدفعون عنكم عذاب اللّه و لا لكم من مستنقذ من عذاب اللّه. ثم بين تعالي لم فعل بهم ذلک بان قال «ذلِكُم بِأَنَّكُمُ اتَّخَذتُم آياتِ اللّهِ هُزُواً» يعني حججه و آياته (هزواً) أي سخرية تسخرون منها «وَ غَرَّتكُمُ الحَياةُ الدُّنيا» أي خدعتكم زينتها و معناه اغتررتم بها، «فاليوم لا تخرجون منها» يعني من النار.
و قرأ اهل الكوفة إلا عاصماً «يخرجون» بفتح الياء و بضم الراء. الباقون بضم الياء و فتح الراء. و من فتح الياء، فلقوله «يُرِيدُونَ أَن يَخرُجُوا مِنَ النّارِ وَ ما هُم بِخارِجِينَ مِنها»[1] و من ضم فلقوله «وَ لا هُم يُستَعتَبُونَ» و طابق بينهما