طال الثواء علي ربع بيسؤدي أردي و کل جديد مرت مود
و قوله (وَ الَّذِي جاءَ بِالصِّدقِ وَ صَدَّقَ بِهِ) قال قتادة و إبن زيد: المؤمنون جاءوا بالصدق ألذي هو القرآن و صدقوا به، و هو حجتهم في الدنيا و الآخرة.
و قيل ألذي جاء بالصدق جبرائيل و صدق به محمّد صلي الله عليه و آله. و في قراءة إبن مسعود (و ألذي جاءوا بالصدق) قال الزجاج: ألذي- هاهنا- و ألذي بمعني واحد يراد به الجمع. و قال: لأنه غير موقت. و قيل: ألذي جاء بالصدق النبي صلي الله عليه و آله من قول لا إله إلا اللّه، و صدق به ايضاً هو صلي الله عليه و آله و الصحيح أن قوله (و صدق به) من صفة الّذين جاءوا بالصدق، لأنه لو کان غيرهم لقال و ألذي جاء بالصدق و ألذي صدق به.
و قوله (أُولئِكَ هُمُ المُتَّقُونَ) يعني من جاء بالصدق و صدق به هم المتقون معاصي اللّه خوف عقابه، و إنما جاء بلفظ الجمع (هم المتقون) مع أن لفظ (ألذي) واحد، لأنه أراد به الجنس. و معناه الجمع كقوله (وَ العَصرِ إِنَّ الإِنسانَ لَفِي خُسرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ)[1] و قال الأشهب بن رميلة:
إن ألذي حلت بفلج دماؤهم هم القوم کل القوم يا أمّ خالد
ثم بين ما أعد لهم من النعيم فقال (لَهُم ما يَشاؤُنَ عِندَ رَبِّهِم) جزاء علي تقواهم، و بين أن لهم (ذلک) و انه (جَزاءُ المُحسِنِينَ) الّذين يفعلون الطاعات.