خبر (إن) في قوله (إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ).
لما ذكر اللّه تعالي أنه- جل و عز- السميع العليم، وصف نفسه ايضاً بأنه ألذي خلق السموات و الإرض و دبرهما، و دبر ما فيهما (إِن كُنتُم مُوقِنِينَ) بهذا الخبر محققين له، و قيل: إن وجه الاحتجاج بذكر رب السموات و الإرض- هاهنا- أن ألذي دبرهما علي ما فيه مصالح العباد هو ألذي دبر الخلق بإرسال الرسول رحمة منه بعباده علي ما فيه مصالحهم. و معني (إن كنتم موقنين) أي إن كنتم ممن يطلب اليقين، فهذا طريق اليقين يلج الصدور بالعلم، و هو حال يجده الإنسان من نفسه عند التعقل. و لهذا يقال: من وجد برد اليقين کان من المتقين. و لذلك لا يوصف اللّه تعالي باليقين و إن وصف بأنه عالم و عليم.
ثم بين تعالي انه لا أحد يستحق العبادة سواه بقوله (لا إِلهَ إِلّا هُوَ) و انه (يحيي) الخلق بعد موتهم (و يميت) أي و يميتهم بعد احيائهم (ربكم) ألذي خلقكم و دبركم (وَ رَبُّ آبائِكُمُ) ألذي خلقهم، دبرهم (الأولين) الّذين سبقوكم و تقدموكم.
ثم اخبر تعالي عن الكفار فقال ليس هؤلاء بموقنين بما قلناه (بَل هُم فِي شَكٍّ) يعني بما أخبرناك به و وصفنا اللّه تعالي به (يلعبون) مع ذلک و يسخرون.
ثم قال لنبيه صَلي اللّهُ عَليه و آله (فارتقب) قال قتادة: فانتظر (يَومَ تَأتِي السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ) و الدخان الظلمة الّتي كانت تغشي أبصار المشركين من قريش لشدة الجوع و
حين دعا عليهم النبي صَلي اللّهُ عَليه و آله، فقال (اللهم سنين كسنين يوسف)
- في قول إبن مسعود و الضحاك- و قال إبن عباس و الحسن و هو
المروي عن النبي صَلي اللّه عَليه و آله إن الدخان آية من أشراط الساعة تدخل في مسامع الكافر و المنافق حتي يکون كالرأس الحنيذ و نصيب المؤمن منه مثل الزكمة.
و (يغشي النّاس) يعني الدخان يغشي