اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي الجزء : 9 صفحة : 225
و قوله (امراً من عندنا) يحتمل أن يکون نصباً علي الحال، و تقديره أنزلناه آمرين. و يحتمل أن يکون علي المصدر و تقديره يفرق کل أمر فرقاً، و وضع امراً موضعه.
و قوله (إِنّا كُنّا مُرسِلِينَ) اخبار منه تعالي انه يرسل الرسل (رحمة) أي نعمة. و نصبه علي المصدر و اختار الأخفش النصب علي الحال أي أنزلناه آمرين راحمين. و يجوز ان يکون نصباً علي انه مفعول له أي أنزلناه للرحمة. و سميت النعمة رحمة، لأنها بمنزلة ما يبعث علي فعله رقة القلب علي صاحبه و مع داعي الحكمة إلي الإحسان اليه يؤكد أمره.
و قوله (إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ) معناه إنه يسمع ما يقوله خلقه من المبطلين و المحقين فيجيب كلا منهم علي ما يعلمه من مصلحته من إرساله الرسل اليه و إنعامه عليه