responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 9  صفحة : 162

الزيادة بالوعد.

و ‌قوله‌ «وَ الكافِرُون‌َ لَهُم‌ عَذاب‌ٌ شَدِيدٌ» اخبار عما يستحقه‌ الكافر ‌علي‌ كفره‌ ‌من‌ العقاب‌ المؤلم‌ الشديد.

و ‌قوله‌ «وَ لَو بَسَطَ اللّه‌ُ الرِّزق‌َ لِعِبادِه‌ِ لَبَغَوا فِي‌ الأَرض‌ِ» إخبار ‌منه‌ ‌تعالي‌ بأنه‌ ‌لو‌ وسع‌ رزقه‌ ‌علي‌ عباده‌ و سوي‌ بينهم‌ لبطروا النعمة و تنافسوا و تغالبوا، و ‌کان‌ ‌ذلک‌ يؤدي‌ ‌إلي‌ وقوع‌ الفساد بينهم‌ و القتل‌ و تغلب‌ بعضهم‌ ‌علي‌ بعض‌ و استعانة بعضهم‌ ببعض‌ ببذل‌ الأموال‌، و لكن‌ دبرهم‌ ‌علي‌ ‌ما علم‌ ‌من‌ مصلحتهم‌ ‌في‌ غناء قوم‌ و فقر آخرين‌، و إحواج‌ بعضهم‌ ‌إلي‌ بعض‌ و تسخير بعضهم‌ لبعض‌، فلذلك‌ ‌قال‌ «وَ لكِن‌ يُنَزِّل‌ُ بِقَدَرٍ ما يَشاءُ» مما يعلمه‌ مصلحة ‌لهم‌ «إِنَّه‌ُ بِعِبادِه‌ِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ» يعني‌ عالم‌ بأحوالهم‌ بصير ‌بما‌ يصلحهم‌ مما يفسدهم‌.

‌ثم‌ ‌قال‌ «وَ هُوَ الَّذِي‌ يُنَزِّل‌ُ الغَيث‌َ مِن‌ بَعدِ ما قَنَطُوا» أي‌ ينزله‌ ‌عليهم‌ ‌من‌ ‌بعد‌ إياسهم‌ ‌من‌ نزوله‌، و وجه‌ إنزاله‌ ‌بعد‌ القنوط انه‌ أدعي‌ ‌إلي‌ شكر الآتي‌ ‌به‌ و تعظيمه‌ و المعرفة بمواقع‌ إحسانه‌، و كذلك‌ الشدائد ‌الّتي‌ تمر بالإنسان‌، و يأتي‌ الفرج‌ بعدها، تعلق‌ الأمل‌ بمن‌ يأتي‌ ‌به‌ و تكسب‌ المعرفة بحسن‌ تدبيره‌ ‌في‌ ‌ما يدعو اليه‌ ‌من‌ العمل‌ بأمره‌ و الانتهاء ‌إلي‌ نهيه‌. و نشر الرحمة عمومها لجميع‌ خلقه‌، فهكذا نشر رحمة ‌الله‌ مجددة حالا ‌بعد‌ حال‌. ‌ثم‌ يضاعفها لمن‌ يشاء، و ‌کل‌ ‌ذلک‌ ‌علي‌ مقتضي‌ الحكمة و حسن‌ التدبير ‌ألذي‌ ليس‌ شي‌ء احسن‌ ‌منه‌ «وَ هُوَ الوَلِي‌ُّ الحَمِيدُ» معناه‌ ‌هو‌ الأولي‌ بكم‌ و بتدبيركم‌ المحمود ‌علي‌ جميع‌ أفعاله‌ لكونها منافعاً و إحساناً.

‌ثم‌ ‌قال‌ «وَ مِن‌ آياتِه‌ِ» ‌ أي ‌ ‌من‌ حججه‌ الدالة ‌علي‌ توحيده‌ و صفاته‌ ‌الّتي‌ باين‌ بها خلقه‌ «خَلق‌ُ السَّماوات‌ِ وَ الأَرض‌ِ» لأنه‌ ‌لا‌ يقدر ‌علي‌ ‌ذلک‌ غيره‌ ‌لما‌ فيهما ‌من‌ العجائب‌ و الأجناس‌ ‌الّتي‌ ‌لا‌ يقدر عليها قادر بقدرة «وَ ما بَث‌َّ فِيهِما مِن‌ دابَّةٍ» ‌ أي ‌

اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 9  صفحة : 162
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست