المدينة و اهل الشام. الباقون بالفاء، و كذلك في مصاحفهم، فعلي هذا يکون جزاء و علي الأول يکون المعني ألذي أصابكم من مصيبة بما كسبت أيديكم.
لما اخبر اللّه تعالي انه يقبل التوبة عن عباده و انه يعلم ما يفعلونه من طاعة او معصية و انه يجازيهم بحسبها، ذكر انه «يَستَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ» يجيبهم بمعني و (الّذين) في موضع نصب، و أجاب و استجاب بمعني واحد، قال الشاعر:
وداع دعا يا من يجيب إلي الندا فلم يستجبه عند ذاك مجيب[1]
و قيل: الاستجابة موافقة عمل العامل ما يدعو اليه، لأجل دعائه اليه، فلما کان المؤمن يوافق بعمله ما يدعو النبي صَلي اللّهُ عَليه و آله من اجل دعائه کان مستجيباً له، و كذلك من وافق بعمله داعي عقابه کان مستجيباً الداعي بالفعل. و عن معاذ بن جبل: إن اللّه تعالي يجيب الّذين آمنوا و عملوا الصالحات في دعاء بعضهم لبعض.
و قيل: معناه و يجيب المؤمنون ربهم في ما دعاهم اليه، فيكون (الَّذِينَ) في موضع رفع، و يکون قوله «و يزيدهم» راجعاً إلي اللّه أي يزيدهم اللّه من فضله. و قيل:
معناه و يستجيب دعاء المؤمنين، و لا يستجيب دعاء الكافرين، لأنه ثواب و لا ثواب للكافرين. و قيل: بل يجوز ان يکون ذلک إذا کان فيه لطف للمكلفين.
و قوله «وَ يَزِيدُهُم مِن فَضلِهِ» معناه و يزيدهم زيادة من فضله علي ما يستحقونه من الثواب. و قال الرماني: الزيادة بالوعد تصير اجراً علي العمل إذا کان ممن يحسن الوعد بها من طريق الوعد، کما لو کان إنسان يكتب مائة ورقة بدينار، و رغبه ملك في نسخ مائة ورقة بعشرة دنانير، فانه يکون الأجرة حينئذ عشرة دنانير و إذا بلغ غاية الأجر في مقدار لا يصلح عليه اكثر من ذلک، فإنما تستحق