responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 9  صفحة : 129

و السدي‌-‌ و الخاشع‌ الخاضع‌ فكان‌ حالها حال‌ الخاضع‌ المتواضع‌ «فَإِذا أَنزَلنا عَلَيهَا الماءَ اهتَزَّت‌» ‌ أي ‌ تحركت‌ بالنبات‌ «و ربت‌» ‌قال‌ السدي‌: معناه‌ انفتحت‌ و ارتفعت‌ قبل‌ ‌ان‌ تنبت‌. و قرئ‌ «ربأت‌» بمعني‌ عظمت‌، و معني‌ ربأت‌ ارتفعت‌-‌ ذكره‌ الزجاج‌-‌ ‌ثم‌ ‌قال‌ «إِن‌َّ الَّذِي‌ أَحياها» يعني‌ ‌من‌ أحيا ‌الإرض‌ ‌بما‌ أنزله‌ ‌من‌ الماء ‌حتي‌ تنبت‌ «لَمُحي‌ِ المَوتي‌» مثل‌ ‌ذلک‌ ‌بعد‌ ‌ان‌ كانوا أمواتاً و يرد ‌فيها‌ الأرواح‌، لأنه‌ قادر ‌علي‌ ‌ذلک‌. و ‌من‌ قدر ‌علي‌ ‌ذلک‌ قدر ‌علي‌ ‌هذا‌، لأنه‌ ليس‌ أحدهما بأعجب‌ ‌من‌ الآخر «إِنَّه‌ُ عَلي‌ كُل‌ِّ شَي‌ءٍ قَدِيرٌ» يصح‌ ‌أن‌ ‌يکون‌ مقدوراً ‌له‌، و ‌هو‌ قادر ‌لا‌ تتناهي‌ مقدوراته‌.

‌ثم‌ ‌قال‌ «إِن‌َّ الَّذِين‌َ يُلحِدُون‌َ فِي‌ آياتِنا» معناه‌ ‌الّذين‌ يميلون‌ ‌عن‌ الحق‌ ‌في‌ أدلتنا يقال‌: الحد يلحد إلحاداً. و ‌قيل‌: لحد يلحد أيضاً. و ‌قال‌ مجاهد: معناه‌ ‌ما يفعلونه‌ ‌من‌ المكاء و الصفير. و ‌قال‌ ابو روق‌: يعني‌ ‌الّذين‌ يقعون‌ ‌فيه‌ «لا يَخفَون‌َ عَلَينا» بل‌ نعلمهم‌ ‌علي‌ التفصيل‌، ‌لا‌ يخفي‌ علينا شي‌ء ‌من‌ أحوالهم‌.

‌ثم‌ ‌قال‌ ‌علي‌ وجه‌ الإنكار ‌عليهم‌ و التهجين‌ لفعلهم‌ و التهديد ‌لهم‌ «أَ فَمَن‌ يُلقي‌ فِي‌ النّارِ» جزاء ‌علي‌ كفره‌ و معاصيه‌ «خَيرٌ أَم‌ مَن‌ يَأتِي‌ آمِناً» ‌من‌ عذاب‌ ‌الله‌ جزاء ‌علي‌ معرفته‌ بالله‌ و عمله‌ بالطاعات‌. ‌ثم‌ ‌قال‌ «اعمَلُوا ما شِئتُم‌» و معناه‌ التهديد و ‌إن‌ ‌کان‌ بصورة الأمر، لأنه‌ ‌تعالي‌ ‌لم‌ يخيرنا، و يحببنا ‌أن‌ نفعل‌ ‌ما شئنا، بل‌ نهانا ‌عن‌ القبائح‌ كلها. ‌ثم‌ ‌قال‌ «إِنَّه‌ُ بِما تَعمَلُون‌َ بَصِيرٌ» ‌ أي ‌ عالم‌ بأفعالكم‌ ‌لا‌ يخفي‌ ‌عليه‌ شي‌ء منها فيجازيكم‌ بحسبها.

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ فصلت‌ (41): الآيات‌ 41 ‌الي‌ 45]

إِن‌َّ الَّذِين‌َ كَفَرُوا بِالذِّكرِ لَمّا جاءَهُم‌ وَ إِنَّه‌ُ لَكِتاب‌ٌ عَزِيزٌ (41) لا يَأتِيه‌ِ الباطِل‌ُ مِن‌ بَين‌ِ يَدَيه‌ِ وَ لا مِن‌ خَلفِه‌ِ تَنزِيل‌ٌ مِن‌ حَكِيم‌ٍ حَمِيدٍ (42) ما يُقال‌ُ لَك‌َ إِلاّ ما قَد قِيل‌َ لِلرُّسُل‌ِ مِن‌ قَبلِك‌َ إِن‌َّ رَبَّك‌َ لَذُو مَغفِرَةٍ وَ ذُو عِقاب‌ٍ أَلِيم‌ٍ (43) وَ لَو جَعَلناه‌ُ قُرآناً أَعجَمِيًّا لَقالُوا لَو لا فُصِّلَت‌ آياتُه‌ُ ءَ أَعجَمِي‌ٌّ وَ عَرَبِي‌ٌّ قُل‌ هُوَ لِلَّذِين‌َ آمَنُوا هُدي‌ً وَ شِفاءٌ وَ الَّذِين‌َ لا يُؤمِنُون‌َ فِي‌ آذانِهِم‌ وَقرٌ وَ هُوَ عَلَيهِم‌ عَمًي‌ أُولئِك‌َ يُنادَون‌َ مِن‌ مَكان‌ٍ بَعِيدٍ (44) وَ لَقَد آتَينا مُوسَي‌ الكِتاب‌َ فَاختُلِف‌َ فِيه‌ِ وَ لَو لا كَلِمَةٌ سَبَقَت‌ مِن‌ رَبِّك‌َ لَقُضِي‌َ بَينَهُم‌ وَ إِنَّهُم‌ لَفِي‌ شَك‌ٍّ مِنه‌ُ مُرِيب‌ٍ (45)

اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 9  صفحة : 129
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست