responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 6  صفحة : 68

المستحقين‌ للعقاب‌ يحصلون‌ ‌في‌ النار ‌ثم‌ استثني‌ ‌من‌ أراد ‌من‌ فساق‌ أهل‌ الصلاة ‌إذا‌ أراد التفضل‌ بإسقاط عقابه‌، ‌أو‌ ‌من‌ يشفع‌ ‌فيه‌ النبي‌ ‌صلي‌ اللّه‌ ‌عليه‌ و ‌سلّم‌ فانه‌ عند ‌ذلک‌ ‌لا‌ يدخله‌ النار و تكون‌ ‌علي‌ ‌هذا‌-‌ (‌ما) معناها (‌من‌) كأنه‌ ‌قال‌ الا ‌من‌ شاء ربك‌، ‌فلا‌ يدخله‌ النار، و ‌هو‌ قول‌ ‌إبن‌ عباس‌ و قتادة و الضحاك‌، و جابر ‌بن‌ ‌عبد‌ اللّه‌، و أبي سعيد الخدري‌ و جماعة ‌من‌ المفسرين‌. و يجوز ‌علي‌ ‌هذا‌ المذهب‌ ‌أن‌ ‌يکون‌ استثناء ‌من‌ الخلود، فكأنه‌ ‌قال‌ ‌إلا‌ ‌ما شاء ربك‌ بأن‌ ‌لا‌ يخلدهم‌ ‌في‌ النار بل‌ يخرجهم‌ عنها.

و ‌قال‌ قتادة: ذكر لنا ‌أن‌ ناساً يصيبهم‌ سفع‌ ‌من‌ النار بذنوب‌ أصابوا، ‌ثم‌ يدخلهم‌ اللّه‌ الجنة بفضله‌ و رحمته‌ يقال‌ ‌لهم‌ الجهنميون‌، ‌قال‌ قتادة

و حدثنا أنس‌ ‌إبن‌ مالك‌ ‌أن‌ ‌رسول‌ اللّه‌ ‌صلي‌ اللّه‌ ‌عليه‌ و ‌سلّم‌ ‌قال‌ يخرج‌ قوم‌ ‌من‌ النار.

و ‌قال‌ قتادة: و ‌لا‌ نقول‌ ‌ما يقول‌ اهل‌ حروراء.

و روي‌ ‌عن‌ ‌إبن‌ عباس‌ ‌أنه‌ ‌قال‌ ‌قوله‌ «لابِثِين‌َ فِيها أَحقاباً»[1] و ‌قوله‌ «خالِدِين‌َ فِيها إِلّا ما شاءَ رَبُّك‌َ» ‌في‌ اهل‌ التوحيد. و روي‌ ‌عن‌ ‌إبن‌ مسعود ‌أنه‌ ‌قال‌:

ليأتين‌ ‌علي‌ جهنم‌ زمان‌ تخفق‌ أبوابها ليس‌ ‌فيها‌ أحد. و ‌ذلک‌ ‌بعد‌ ‌أن‌ يلبثوا ‌فيها‌ أحقابا. و ‌قال‌ الشعبي‌: جهنم‌ أسرع‌ الدارين‌ عمرانا، و اسرعهما خراباً.

ثانيها‌-‌ ‌قال‌ ‌إبن‌ زيد و حكاه‌ الرماني‌: ‌إن‌ المعني‌ خالدين‌ ‌فيها‌ ‌ما دامت‌ السموات‌ سموات‌، و ‌الإرض‌ أرضاً ‌إلا‌ ‌ما شاء ربك‌، ‌من‌ الزيادة المضاعفة.

و ثالثها‌-‌ ‌قال‌ الجبائي‌: ‌إن‌ المعني‌ ‌ما دامت‌ السموات‌ لأهل‌ الآخرة و أرضهم‌ ‌إلا‌ ‌ما شاء ربك‌ مما ‌کان‌ قبل‌ ‌أن‌ يدخلوها ‌من‌ أوقات‌ وقوفهم‌ ‌في‌ صدر يومهم‌ ‌في‌ الموقف‌، لان‌ اللّه‌ ‌تعالي‌ ‌قال‌ «يَوم‌َ تُبَدَّل‌ُ الأَرض‌ُ غَيرَ الأَرض‌ِ وَ السَّماوات‌ُ».

و رابعها‌-‌ ‌ما ذكره‌ كثير ‌من‌ أهل‌ العربية كالفراء و الزجاج‌ و غيرهم‌: ‌ان‌ (‌إلا‌) ‌في‌ الاية بمعني‌ (سوي‌) و التقدير ‌ما دامت‌ السموات‌ و ‌الإرض‌ سوي‌ ‌ما شاء ربك‌ ‌کما‌ يقول‌ القائل‌: ‌لو‌ ‌کان‌ معنا رجل‌ ‌إلا‌ زيد ‌ أي ‌ سوي‌ زيد، و لك‌ عندي‌ ألف‌ درهم‌


[1] ‌سورة‌ النبأ آية 23
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 6  صفحة : 68
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست