responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 6  صفحة : 69

الا الألفين‌ ‌الّتي‌ لك‌ عندي‌، ‌ أي ‌ سوي‌ الألفين‌ و مثله‌ ‌قوله‌ «وَ لا تَنكِحُوا ما نَكَح‌َ آباؤُكُم‌ مِن‌َ النِّساءِ إِلّا ما قَد سَلَف‌َ»[1] ‌ أي ‌ سوي‌ ‌ما ‌قد‌ سلف‌، لأن‌ ‌قوله‌ «وَ لا تَنكِحُوا» مستقبل‌ «و إِلّا ما شاءَ رَبُّك‌َ» ماض‌، و المعني‌ ‌علي‌ ‌هذا‌ «خالِدِين‌َ فِيها» مقدار دوام‌ السموات‌ و ‌الإرض‌ سوي‌ «ما شاءَ رَبُّك‌َ» ‌من‌ الخلود و الزيادة.

و خامسها‌-‌ ‌ما ‌قال‌ الفراء: ‌إن‌ (الا) بمعني‌ الواو ‌کما‌ ‌قال‌ الشاعر:

و ‌کل‌ أخ‌ مفارقه‌ أخوه‌        لعمر أبيك‌ الا الفرقدان‌[2]

و ‌علي‌ ‌هذا‌ ‌لو‌ ‌قال‌ القائل‌ لك‌ عندي‌ ألف‌ الا ألفين‌ لزمه‌ ثلاثة آلاف‌ درهم‌، لأنه‌ استثناء الزائد ‌من‌ الناقص‌، فكأنه‌ ‌قال‌ الا ألفين‌ منفردين‌. و ‌لو‌ ‌قال‌ ‌ما لك‌ عندي‌ الف‌ الا ألفين‌ فإنما أقر بألفين‌ كأنه‌ ‌قال‌ ‌ما لك‌ عندي‌ سوي‌ ألفين‌. و ‌لو‌ ‌قال‌ لك‌ عندي‌ ألف‌ الا ألفان‌ بالرفع‌ أقر بألف‌ فقط، لأنها صفة مثبتة، كأنه‌ ‌قال‌ الف‌ ‌لا‌ الفان‌.

و سادسها‌-‌ ‌أن‌ ‌ذلک‌ تعليق‌ ‌لما‌ ‌لا‌ ‌يکون‌ ‌بما‌ ‌لا‌ ‌يکون‌، كأنه‌ ‌قال‌ «إِلّا ما شاءَ رَبُّك‌َ» و ‌هو‌ ‌لا‌ يشاء ‌ان‌ يخرجهم‌ منها و تكون‌ الفائدة ‌أن‌ ‌لو‌ شاء ‌أن‌ يخرجهم‌ لقدر، و لكنه‌ ‌قد‌ أعلمنا انهم‌ خالدون‌ أبداً.

و سابعها‌-‌ ذكره‌ الزجاج‌: ‌ان‌ الاستثناء وقع‌ ‌علي‌ ‌أن‌ ‌لهم‌ زفيراً و شهيقاً ‌إلا‌ ‌ما شاء ربك‌ ‌من‌ أنواع‌ العذاب‌ ‌الّتي‌ ‌لم‌ يذكرها.

و ثامنها‌-‌ ذكره‌ البلخي‌: ‌ان‌ المراد بذلك‌ الا ‌ما شاء ربك‌ ‌من‌ وقت‌ نزول‌ ‌الآية‌ ‌الي‌ دخولهم‌ النار، و ‌لو‌ ‌لا‌ ‌هذا‌ الاستثناء لوجب‌ ‌ان‌ يكونوا ‌في‌ النار ‌من‌ وقت‌ نزول‌ ‌الآية‌ ‌أو‌ ‌من‌ يوم يموتون‌.

فان‌ ‌قيل‌ كيف‌ يستثني‌ ‌من‌ الخلود ‌فيها‌ ‌ما قبل‌ الدخول‌ ‌فيها‌!؟ قلنا: يجوز ‌ذلک‌ ‌إذا‌ ‌کان‌ الاخبار ‌به‌ قبل‌ دخولهم‌.


[1] ‌سورة‌ النساء آية 22.
[2] امالي‌ السيد المرتضي‌ 2: 88 و سيبويه‌ 1: 371 و تفسير القرطبي‌ 9: 101 و ‌قد‌ نسب‌ ‌الي‌ عمرو ‌بن‌ معد كرب‌.
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 6  صفحة : 69
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست