responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 6  صفحة : 67

‌علي‌ حال‌ تؤديه‌ ‌الي‌ دخولها، ‌من‌ قبائح‌ اعماله‌. فاما ‌ما

روي‌ ‌من‌ ‌قوله‌ (ع‌) (‌إن‌ الشقي‌ شقي‌ّ ‌في‌ بطن‌ امه‌)

، فجاز، لان‌ المعني‌ ‌ان‌ العلوم‌ ‌من‌ حاله‌ انه‌ سيشقي‌ بارتكاب‌ المعاصي‌ ‌الّتي‌ تؤديه‌ ‌الي‌ عذاب‌ النار، ‌کما‌ يقال‌ لولد شيخ‌ هرم‌ ‌هذا‌ يتيم‌ و معناه‌ انه‌ سييتم‌.

و ‌قوله‌ «لَهُم‌ فِيها زَفِيرٌ وَ شَهِيق‌ٌ» ‌قال‌ أهل‌ اللغة: الزفير أول‌ نهاق‌ الحمير، و الشهيق‌ آخر نهاقها، ‌قال‌ رؤية:

حشرج‌ ‌في‌ الجوف‌ سحيلًا ‌أو‌ شهق‌        ‌حتي‌ يقال‌ ناهق‌ و ‌ما نهق‌[1]

و الزفير ترديد النفس‌ ‌مع‌ الصوت‌ ‌من‌ الحزن‌ ‌حتي‌ تنتفخ‌ الضلوع‌ ‌قال‌ الجعدي‌:

خيط ‌علي‌ زفيرة فتم‌ و ‌لم‌        يرجع‌ ‌الي‌ دقة و ‌لا‌ هضم‌[2]

و أصل‌ الزفير الشدة ‌من‌ قولهم‌ للشديد الخلق‌ المزفور، و الزفر الحمل‌ ‌علي‌ الظهر خاصة لشدته‌، ‌قال‌ الشاعر:

طوال‌ انضية الاعناق‌ ‌لم‌ يجدوا        ريح‌ الإماء ‌إذا‌ راحت‌ بأزفار[3]

و الزفر السيد، لأنه‌ يطيق‌ عمل‌ الشدائد، و زفرت‌ النار ‌إذا‌ سمع‌ لها صوت‌ ‌في‌ شدة توقدها، و الشهيق‌ صوت‌ فظيع‌ يخرج‌ ‌من‌ الجوف‌ عند النفس‌. و أصله‌ الطول‌ المفرط ‌من‌ قولهم‌: جبل‌ شاهق‌ ‌ أي ‌ ممتنع‌ طولا.

و ‌قوله‌ «خالِدِين‌َ فِيها ما دامَت‌ِ السَّماوات‌ُ وَ الأَرض‌ُ» فالخلود الكون‌ ‌في‌ الامر أبداً، و الدوام‌ البقاء أبداً، و لهذا يوصف‌ اللّه‌ تعال‌ بأنه‌ دائم‌، و ‌لا‌ يوصف‌ بأنه‌ خالد.

و ‌قوله‌ «إِلّا ما شاءَ رَبُّك‌َ» اختلفوا ‌في‌ ‌هذا‌ الاستثناء ‌علي‌ عدة أقوال‌:

فالذي‌ نختاره‌-‌ و يليق‌ بمذهبنا ‌في‌ الارجاء‌-‌ ‌ان‌ اللّه‌ ‌تعالي‌ أخبر ‌ان‌ الأشقياء


[1] ديوانه‌ 106 و تفسير القرطبي‌ 9: 98 و اللسان‌ (حشرج‌) و تفسير الطبري‌ 15: 479
[2] اللسان‌ (زفر)
[3] اللسان‌ (زفر)
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 6  صفحة : 67
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست