responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 6  صفحة : 476

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ الإسراء (17): الآيات‌ 34 ‌الي‌ 36]

وَ لا تَقرَبُوا مال‌َ اليَتِيم‌ِ إِلاّ بِالَّتِي‌ هِي‌َ أَحسَن‌ُ حَتّي‌ يَبلُغ‌َ أَشُدَّه‌ُ وَ أَوفُوا بِالعَهدِ إِن‌َّ العَهدَ كان‌َ مَسؤُلاً (34) وَ أَوفُوا الكَيل‌َ إِذا كِلتُم‌ وَ زِنُوا بِالقِسطاس‌ِ المُستَقِيم‌ِ ذلِك‌َ خَيرٌ وَ أَحسَن‌ُ تَأوِيلاً (35) وَ لا تَقف‌ُ ما لَيس‌َ لَك‌َ بِه‌ِ عِلم‌ٌ إِن‌َّ السَّمع‌َ وَ البَصَرَ وَ الفُؤادَ كُل‌ُّ أُولئِك‌َ كان‌َ عَنه‌ُ مَسؤُلاً (36)

ثلاث‌ آيات‌.

قرأ اهل‌ الكوفة ‌إلا‌ أبا بكر ‌عن‌ عاصم‌ «بالقسطاس‌» بكسر القاف‌. الباقون‌ بالضم‌، و هما لغتان‌. و ‌قال‌ الزجاج‌: القسطاس‌ ‌هو‌ الميزان‌ صغر ‌او‌ كبر. و ‌قال‌ الحسن‌: ‌هو‌ القبان‌. و ‌قال‌ مجاهد: ‌هو‌ العدل‌ بالرومية و ‌هو‌ القرصطون‌. و ‌قال‌ قوم‌: ‌هو‌ الشاهين‌. و قرأ ابو بكر ‌عن‌ عاصم‌ «بالقصطاس‌» بالصاد قلبت‌ السين‌ صاداً مثل‌ (صراط، و سراط) لقرب‌ مخرجهما.

‌في‌ ‌الآية‌ الاولي‌ نهي‌ ‌من‌ اللّه‌ ‌تعالي‌ لجميع‌ المكلفين‌ ‌ان‌ يقربوا مال‌ اليتيم‌ إلَّا بالتي‌ ‌هي‌ احسن‌، و ‌هو‌ ‌ان‌ يحفظوا ‌عليه‌ و يثمروه‌ ‌او‌ ينفقوا ‌عليه‌ بالمعروف‌ ‌علي‌ ‌ما ‌لا‌ يشك‌ انه‌ أصلح‌ ‌له‌، فأمّا لغير ‌ذلک‌، ‌فلا‌ يجوز لاحد التصرف‌ ‌فيه‌. و انما خص‌ّ اليتيم‌ بذلك‌ و ‌ان‌ ‌کان‌ التصرف‌ ‌في‌ مال‌ البالغ‌ بغير اذنه‌ ‌لا‌ يجوز ايضاً، لان‌ اليتيم‌ ‌الي‌ ‌ذلک‌ أحوج‌ و الطمع‌ ‌في‌ مثله‌ اكثر.

و ‌قوله‌ «حَتّي‌ يَبلُغ‌َ أَشُدَّه‌ُ» ‌قال‌ قوم‌: ‌حتي‌ يبلغ‌ ثمانية عشرة سنة. و ‌قال‌ آخرون‌:

‌حتي‌ يبلغ‌ الحلم‌. و ‌قال‌ آخرون‌-‌ و ‌هو‌ الصحيح‌-‌ ‌حتي‌ يبلغ‌ كمال‌ العقل‌ و يؤنس‌ ‌منه‌ الرشد.

و ‌قوله‌ «وَ أَوفُوا بِالعَهدِ» امر ‌من‌ اللّه‌ ‌تعالي‌ بالوفاء بالعهود، و ‌هو‌ العقد ‌ألذي‌ يقدم‌ للتوثق‌ ‌من‌ الامر، و متي‌ عقد عاقد ‌علي‌ ‌ما ‌لا‌ يجوز، فعليه‌ نقض‌ ‌ذلک‌ العقد

اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 6  صفحة : 476
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست