اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي الجزء : 6 صفحة : 477
الفاسد و التبرُّؤ منه. و انما يجب الوفاء بالعقد ألذي يحسن. و قيل المعني في الآية أوفوا بالعهد في الوصية بمال اليتيم و غيرها. و قيل کل ما امر اللّه به و نهي عنه، فهو من العهد، و قد يجب الشيء للنذر، و للعهد، و الوعد به، و ان لم يجب ابتداء، و انما يجب عند العقد.
و قوله «إِنَّ العَهدَ كانَ مَسؤُلًا» قيل في معناه قولان:
أي التقاذف. و قال أبو عبيد و المبرد: القفو العضيهة، «و لا تقف»- بضم القاف و سكون الفاء- من قاف يقوف، و يکون من المقلوب مثل جذب و جبذ.
«و مسؤولًا» نصب علي أنه خبر کان.
و استدل بهذه الآية، علي أنه لا يجوز العمل بالقياس و لا بخبر الواحد، لأنهما لا يوجبان العلم، و قد نهي اللّه تعالي أن يتبع الإنسان ما لا يعلمه. و قوله «إِنَّ السَّمعَ وَ البَصَرَ وَ الفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنهُ مَسؤُلًا» أي يسأل عما يفعل بهذه الجوارح من الاستماع لما لا يحل، و الإبصار لما لا يجوز. و الارادة لما يقبح. و إنما قال «کل أولئك» و لم يقل کل ذلک، لأن أولئك و هؤلاء للجمع القليل من المذكر و المؤنث فإذا أراد الكثير جاء بالتأنيث. فقال: هذه و تلك، قال الشاعر:
[1] قائله النابغة الجعدي. شواهد الكشاف 327 و تفسير الطبري 15/ 58 و مجاز القرآن 1/ 379
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي الجزء : 6 صفحة : 477