و يکون رفعاً علي السؤال و التفسير كقوله «وَ أَسَرُّوا النَّجوَي الَّذِينَ ظَلَمُوا»[1] و من اثبت الألف، فعلي وجه التأكيد، و لو لم يذكر لم يخلّ بالكلام نحو قوله «أَمواتٌ غَيرُ أَحياءٍ»[2] فقوله «غير أحياء» توكيد، لأن قوله «أموات» دل عليه قال: و قول إبن كثير (أفَّ) يبني الفاء علي الفتح، لأنه و ان کان في الأصل مصدراً من قولهم (أفه و تفه) يراد به نتناً و ذفراً، لقد سمي الفعل به فبني، و هذا في البناء علي الفتح كقولهم (سرعان ذا إهالة) لما سار اسماً ل (سرع)، فكذلك (أفَّ) لما کان اسماً ل (كره)، و مثله ريداً، في أنه سمي به الفعل، فبني و لم يلحق التنوين إلا ان هذا للأمر و النهي، و أف في الخبر. و قول نافع في البناء علي الكسر مع التنوين، مثل (أف) في البناء علي الفتح: إلا أنه بدخول التنوين دل علي التنكير مثل إيه و مه و صه، و مثله قولهم صه، فبنوه علي الكسر، و إن کان في الأصل مصدراً، کما کان (أف) في الأصل كذلك، و من كسر و لم ينون جعله معرفة، فلم ينون، کما أن من قال: صه و ضاف، فلم ينون أراد به المعرفة.
و موضع (أف) علي اختلاف القراءات موضع الجمل، مثل (رويد) في أن موضعه موضع الجمل و كذلك لو قلت: هذا فدا[3] قال أبو الحسن. و قول من قال (أف) اكثر و أجود و لو جاء (أفّاً لك) أحتمل أمرين: أحدهما- أن يکون ألذي صار اسماً للفعل لحقه التنوين لعلامة التنكير. و الآخر أن يکون نصباً معرباً، و كذلك الضمير، فإن لم يكن معه لك کان ضعيفاً، کما انك لا تقول ويل حتي تقرن به لك، فيكون في موضع الخبر و (أف) كلمة يكني بها عن الكلام القبيح و ما يتأفف به، لأن التف وسخ الظفر و (الاف) وسخ الاذن. و قيل التف کل ما رفعت بيدك من حقير من الإرض، و قيل معني الأف الثوم، و قيل