اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي الجزء : 6 صفحة : 318
قوله تعالي: [سورة الحجر (15): الآيات 3 الي 9]
ذَرهُم يَأكُلُوا وَ يَتَمَتَّعُوا وَ يُلهِهِمُ الأَمَلُ فَسَوفَ يَعلَمُونَ (3) وَ ما أَهلَكنا مِن قَريَةٍ إِلاّ وَ لَها كِتابٌ مَعلُومٌ (4) ما تَسبِقُ مِن أُمَّةٍ أَجَلَها وَ ما يَستَأخِرُونَ (5) وَ قالُوا يا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيهِ الذِّكرُ إِنَّكَ لَمَجنُونٌ (6) لَو ما تَأتِينا بِالمَلائِكَةِ إِن كُنتَ مِنَ الصّادِقِينَ (7)
ما نُنَزِّلُ المَلائِكَةَ إِلاّ بِالحَقِّ وَ ما كانُوا إِذاً مُنظَرِينَ (8) إِنّا نَحنُ نَزَّلنَا الذِّكرَ وَ إِنّا لَهُ لَحافِظُونَ (9)
سبع آيات.
يقول اللّه تعالي لنبيه صلّي اللّه عليه و سلّم علي وجه التهديد للكفار: اترك هؤلاء يأكلوا ما يشتهون، و يستمتعوا في هذه الدنيا بما يريدون و يشغلهم الأمل «فَسَوفَ يَعلَمُونَ» و بال ذلک فيما بعد يعني يوم القيامة و وقت الجزاء علي الاعمال.
ثم اخبر تعالي انه لم يهلك أهل قرية فيما مضي علي وجه العقوبة الا و کان لها كتاب معلوم يعني أجل مكتوب قد علمه اللّه تعالي لا بدّ ان يبلغونه لما سبق في علمه، و يجوز إلا و لها بالواو و بغير الواو، لأنه جاء بعد التمام، و لو جاء بعد النقصان لم يجز، نحو رجلًا هو قائم، و لا يجوز و هو قائم، و كذلك في الظرف في خبر کان، و قال لم تكن أمة فيما مضي تسبق أجلها فتهلك قبل ذلک و لا تتأخر عن أجلها ألذي قدر لها بل إذا استوفت أجلها أهلكها اللّه.