و لم أضاف الآيات الي الكتاب، و هي القرآن! و هل هذا إلا اضافة الشيء الي نفسه!؟ قلنا: إنما وصفه بالكتاب و القرآن، لإختلاف اللفظين، و ما فيهما من الفائدتين و إن كانا لموصوف واحد، لأن وصفه بالكتاب يفيد انه مما يكتب و يدوّن، و القرآن يفيد أنه مما يؤلف و يجمع بعض حروفه الي بعض قال الشاعر:
الي الملك القرم و إبن الهمام و ليث الكتيبة في المزدحم[1]
و قال مجاهد و قتادة: المراد بالكتاب: ما کان قبل القرآن من التوراة و الإنجيل، فعلي هذا سقط السؤال. فأما إضافة الشيء الي نفسه، فقد بينا الوجه فيما مضي فيه، و انه يجري مجري قولهم مسجد الجامع و صلاة الظهر و يوم الجمعة. و قوله تعالي «لحق اليقين»[2] و هو مستعمل مشهور و بينا الوجه فيه، و وصف القرآن بانه مبين لأنه يظهر المعني للنفس، و البيان ظهور المعني للنفس بما يميزه من غيره، لأن معني إبانته منه فصله منه، فإذا ظهر النقيضان في معني الصفة فقد بانت و فهمت.
و (الود) التمني يقال: وددته إذا تمنيته، و وددته إذا أحببته أود فيهما جميعاً ودّا. و قال الحسن: إذا رأي المشركون المؤمنين دخلوا الجنة تمنوا أنهم كانوا مسلمين، و قال مجاهد: إذا رأي المشركون المسلمين يغفر لهم و يخرجون من النار يودون لو كانوا مسلمين.