responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 6  صفحة : 305

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ إبراهيم‌ (14): آية 44]

وَ أَنذِرِ النّاس‌َ يَوم‌َ يَأتِيهِم‌ُ العَذاب‌ُ فَيَقُول‌ُ الَّذِين‌َ ظَلَمُوا رَبَّنا أَخِّرنا إِلي‌ أَجَل‌ٍ قَرِيب‌ٍ نُجِب‌ دَعوَتَك‌َ وَ نَتَّبِع‌ِ الرُّسُل‌َ أَ وَ لَم‌ تَكُونُوا أَقسَمتُم‌ مِن‌ قَبل‌ُ ما لَكُم‌ مِن‌ زَوال‌ٍ (44)

آية بلا خلاف‌.

امر اللّه‌ ‌تعالي‌ نبيه‌ صلّي‌ اللّه‌ ‌عليه‌ و ‌سلّم‌ ‌ان‌ يقول‌ للناس‌ ‌علي‌ وجه‌ التخويف‌ ‌لهم‌ ‌من‌ عقابه‌، و يحذرهم‌ يوم يجيئهم‌ العذاب‌ ‌من‌ اللّه‌ ‌علي‌ معاصيهم‌ ‌في‌ دار الدنيا، و ‌هو‌ يوم القيامة، و يقول‌ «‌الّذين‌ ظلموا» نفوسهم‌ بارتكاب‌ المعاصي‌ و ترك‌ الواجبات‌ ‌ يا ‌ «رَبَّنا أَخِّرنا إِلي‌ أَجَل‌ٍ قَرِيب‌ٍ» ‌ أي ‌ ردنا ‌الي‌ الدنيا و اجعل‌ ‌ذلک‌ مدة قريبة تجب‌ دعوتك‌ ‌فيها‌ و نتبع‌ رسلك‌ فيما يدعوننا اليه‌، فيقول‌ اللّه‌ ‌تعالي‌ «أَ وَ لَم‌ تَكُونُوا أَقسَمتُم‌» و حلفتم‌ ‌في‌ دار الدنيا «ما لَكُم‌ مِن‌ زَوال‌ٍ». ‌قال‌ مجاهد: معناه‌ إنهم‌ اقسموا ‌في‌ الدنيا ‌أنه‌ ليس‌ ‌لهم‌ انتقال‌ ‌من‌ الدنيا ‌الي‌ الآخرة. و ‌قال‌ الحسن‌: معناه‌ «‌من‌ زوال‌» ‌الي‌ العذاب‌.

و الأجل‌ الوقت‌ المضروب‌ لانقضاء الأمد، و الأمد مدة ‌من‌ المدد، فإنما طلبوا أجلًا يستدركون‌ ‌فيه‌ ‌ما فات‌ ‌من‌ الفساد بالصلاح‌، و ‌في‌ المعلوم‌ أنهم‌ يبعدون‌ ‌من‌ الفلاح‌.

و ‌في‌ ‌الآية‌ دلالة ‌علي‌ ‌ان‌ أهل‌ الآخرة ‌غير‌ مكلفين‌ بخلاف‌ ‌ما يقول‌ النجار و جماعة ‌من‌ المجبرة، لأنهم‌ ‌لو‌ كانوا مكلفين‌ ‌لما‌ ‌کان‌ لقوله‌ «أَخِّرنا إِلي‌ أَجَل‌ٍ قَرِيب‌ٍ» معني‌، لأنهم‌ مكلفون‌، و كانوا يؤمنون‌ و يتخلصون‌ ‌من‌ العقاب‌.

و ‌قوله‌ «فيقول‌» رفع‌ عطفاً ‌علي‌ ‌قوله‌ «يَوم‌َ يَأتِيهِم‌ُ العَذاب‌ُ» و ليس‌ بجواب‌ الامر لأنه‌ ‌لو‌ ‌کان‌ جواباً ‌له‌ لجاز ‌فيه‌ النصب‌ و الرفع‌، فالنصب‌ مثل‌ قول‌ الشاعر:

اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 6  صفحة : 305
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست