responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 6  صفحة : 303

قرأ الجماعة «انما يؤخرهم‌» بالياء. و روي‌ ‌عن‌ أبي عمرو بالنون‌ ‌قال‌ ‌أبو‌ علي‌: وجه‌ القراءة بالياء ‌ان‌ الغيبة للمفرد ‌قد‌ تقدم‌، فتكون‌ بالياء ‌علي‌ «فَلا تَحسَبَن‌َّ اللّه‌َ مُخلِف‌َ وَعدِه‌ِ ... إنما يؤخرهم‌» و وجه‌ القراءة بالنون‌ ‌أنه‌ مثل‌ الياء ‌في‌ المعني‌، و ‌قد‌ تقدم‌ مثله‌ كثيراً ‌هذا‌ خطاب‌ للنبي‌ صلّي‌ اللّه‌ ‌عليه‌ و ‌سلّم‌ نهاه‌ اللّه‌ ‌تعالي‌، و المراد ‌به‌ الامة ‌ان‌ يظن‌ ‌ان‌ اللّه‌ غافل‌ ‌عن‌ أعمال‌ الظالمين‌، و مهمل‌ لأمورهم‌. و الغفلة و السهو واحد. ‌ثم‌ ‌بين‌ اللّه‌ ‌تعالي‌ ‌أنه‌ إنما ‌لم‌ يعاجلهم‌ بالعقوبة و يؤخر عقابهم‌ ليعذبهم‌ ‌في‌ اليوم‌ ‌ألذي‌ تشخص‌ ‌فيه‌ الأبصار، و ‌هو‌ يوم القيامة. و شخوص‌ البصر ‌ان‌ تبقي‌ العين‌ مفتوحة ‌لا‌ تنطبق‌ لعظم‌ ‌ذلک‌ اليوم‌ «مهطعين‌» ‌قال‌ سعيد ‌بن‌ جبير و الحسن‌ و قتادة: مسرعين‌، يقال‌: أهطع‌ اهطاعاً ‌إذا‌ أسرع‌ ‌قال‌ الشاعر:

بمهطع‌ سرح‌ ‌کان‌ زمامه‌        ‌في‌ رأس‌ جذع‌ ‌من‌ أراك‌ مشذّب‌[1]

و ‌قال‌ الآخر:

بمستهطع‌ رسل‌ ‌کان‌ جديله‌        بقيدوم‌ رعن‌ ‌من‌ صوام‌ ممنع‌[2]

و ‌قال‌ ‌إبن‌ عباس‌: المهطع‌ الدائم‌ النظر ‌لا‌ تطرف‌ عينه‌، و ‌قال‌ ‌إبن‌ دريد: المهطع‌:

المطرق‌ ‌ألذي‌ ‌لا‌ يرفع‌ رأسه‌. و ‌قوله‌ «مُقنِعِي‌ رُؤُسِهِم‌» ‌قال‌ ‌إبن‌ عباس‌ و مجاهد و الضحاك‌ و قتادة و ‌إبن‌ زيد: معناه‌ رافعي‌ رؤسهم‌ و اقناع‌ الرأس‌ رفعه‌، ‌قال‌ الشماخ‌:

يباكرن‌ العضاه‌ بمقنعات‌        نواجذهن‌ّ كالحدإ الرقيع‌[3]

يعني‌ يباكرن‌ العضاة بمقنعات‌ اي‌ برءوس‌ مرفوعات‌ اليها ليتناول‌ منها، يصف‌


[1] مجاز القران‌ 1: 342 و تفسير الطبري‌ 13: 141
[2] اللسان‌، و التاج‌ (قدم‌) و الأساس‌ (هطع‌) و مجاز القرآن‌ 1: 343 و تفسير الطبري‌ 13: 142،
[3] ديوانه‌ 56 و مجاز القرآن‌ 1: 343 و الطبري‌ 13: 142 و اللسان‌ و التاج‌ (حدأَ) و مجمع‌ البيان‌ 3: 320.
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 6  صفحة : 303
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست