responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 3  صفحة : 595

صفة الذم‌، ‌کما‌ ‌قال‌ ‌تعالي‌: «وَ نَهَي‌ النَّفس‌َ عَن‌ِ الهَوي‌ فَإِن‌َّ الجَنَّةَ هِي‌َ المَأوي‌»[1] و يقال‌: ‌منه‌: ‌هو‌ يهوي‌ و يقال‌: هوي‌ يهوي‌ هوياً ‌إذا‌ انحط ‌في‌ الهواء و أهوي‌ بيده‌ ‌إذا‌ انحط بها ليأخذ شيئاً. و «فَأُمُّه‌ُ هاوِيَةٌ»[2] ‌ أي ‌ جهنم‌، لأنه‌ يهوي‌ ‌فيها‌. و ‌هم‌ يتهاوون‌ ‌في‌ الهواء ‌إذا‌ سقط بعضهم‌ ‌في‌ أثر بعض‌ و الفرق‌ ‌بين‌ الهوي‌ و الشهوة: ‌أن‌ الشهوة تتعلق‌ بالمدركات‌ فيشتهي‌ الإنسان‌ الطعام‌، و ‌لا‌ يهوي‌ الطعام‌. و هواء الجو ممدود، و هوي‌ النفس‌ مقصور.

و ‌قوله‌: «وَ أَفئِدَتُهُم‌ هَواءٌ»[3] ‌قيل‌ ‌فيه‌ قولان‌: أحدهما‌-‌ أنها منحرفة ‌لا‌ تعي‌ شيئا كهواء الجو. و الآخر ‌أنه‌ ‌قد‌ أطارها الخوف‌. و ‌منه‌ ‌قوله‌ «كَالَّذِي‌ استَهوَته‌ُ الشَّياطِين‌ُ فِي‌ الأَرض‌ِ حَيران‌َ»[4] ‌ أي ‌ استهوته‌ ‌من‌ هوي‌ النفس‌.

و ‌قوله‌: «فَرِيقاً كَذَّبُوا وَ فَرِيقاً يَقتُلُون‌َ» نصب‌ فريقاً ‌في‌ الموضعين‌ بأنه‌ مفعول‌ ‌به‌ قدم‌. و إنما ‌قال‌ ‌في‌ الأول‌ «كذبوا» بلفظ الماضي‌. و ‌في‌ الثاني‌ «يقتلون‌» بلفظ المستقبل‌ لأمرين‌:

أحدهما‌-‌ ليدل‌ بذلك‌ ‌علي‌ ‌أن‌ ‌من‌ شأنهم‌ ‌ذلک‌ و عادتهم‌ ففيه‌ معني‌ كذبوا و قتلوا و يكذبون‌ و يقتلون‌ ‌مع‌ موافقته‌ لرؤوس‌ الآي‌.

الثاني‌-‌ ‌أن‌ ‌يکون‌ ‌علي‌ معني‌ فريقاً كذبوا، و ‌لم‌ يقتلوا و فريقاً كذبوا و قتلوا فيكون‌ يقتلون‌ صفة الفريق‌.

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ المائدة (5): آية 71]

وَ حَسِبُوا أَلاّ تَكُون‌َ فِتنَةٌ فَعَمُوا وَ صَمُّوا ثُم‌َّ تاب‌َ اللّه‌ُ عَلَيهِم‌ ثُم‌َّ عَمُوا وَ صَمُّوا كَثِيرٌ مِنهُم‌ وَ اللّه‌ُ بَصِيرٌ بِما يَعمَلُون‌َ (71)


[1] ‌سورة‌ النازعات‌ آية 40‌-‌ 41.
[2] ‌سورة‌ القارعة آية 9.
[3] ‌سورة‌ ابراهيم‌ آية 43.
[4] ‌سورة‌ الانعام‌ آية 71.
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 3  صفحة : 595
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست