responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 3  صفحة : 594

آمن‌ منهم‌. و ‌قال‌ قوم‌: ‌من‌ آمن‌ يرجع‌ ‌الي‌ ‌من‌ عدا ‌الّذين‌ آمنوا و حمل‌ «الَّذِين‌َ آمَنُوا» ‌علي‌ ظاهره‌ ‌من‌ حقيقة الايمان‌. و منهم‌ ‌من‌ ‌قال‌: يرجع‌ ‌الي‌ الجميع‌ و ‌يکون‌ المعني‌ ‌في‌ «‌من‌ آمن‌» ‌من‌ يستديم‌ ‌علي‌ الايمان‌ و يستمر ‌عليه‌.

و ‌قد‌ استوفينا ‌ما يتعلق‌ بذلك‌ ‌في‌ ‌سورة‌ البقرة.

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ المائدة (5): آية 70]

لَقَد أَخَذنا مِيثاق‌َ بَنِي‌ إِسرائِيل‌َ وَ أَرسَلنا إِلَيهِم‌ رُسُلاً كُلَّما جاءَهُم‌ رَسُول‌ٌ بِما لا تَهوي‌ أَنفُسُهُم‌ فَرِيقاً كَذَّبُوا وَ فَرِيقاً يَقتُلُون‌َ (70)

آية عند الجميع‌.

اللام‌ ‌في‌ ‌قوله‌ «لقد» لام‌ القسم‌. أقسم‌ اللّه‌ ‌تعالي‌ ‌أنه‌ أخذ الميثاق‌ و ‌هو‌ الأيمان‌ المؤكدة ‌الّتي‌ أخذها أنبياءهم‌ ‌علي‌ بني‌ إسرائيل‌ ‌في‌ قول‌ أبي علي‌.

و ‌قال‌ غيره‌: يجوز ‌أن‌ ‌يکون‌ الميثاق‌ ‌هي‌ الآيات‌ البينة ‌الّتي‌ قرر بها علم‌ ‌ذلک‌ عندهم‌. و إنما أخذ ميثاقهم‌ ‌علي‌ الإخلاص‌ لتوحيد اللّه‌ ‌تعالي‌، و العمل‌ ‌بما‌ أمر ‌به‌، و الانتهاء عما نهي‌ عنه‌ و التصديق‌ برسله‌ و البشارة بالنبي‌ الامي‌ِّ و الإقرار ‌به‌، حسب‌ ‌ما تقدمت‌ صفته‌ عندهم‌.

و وجه‌ الاحتجاج‌ ‌علي‌ أهل‌ الكتاب‌ ‌بما‌ أخذ ‌علي‌ آبائهم‌ ‌من‌ الميثاق‌ أنهم‌ ‌قد‌ عرفوا ‌ذلک‌ ‌في‌ كتبهم‌، و أقروا بصحته‌، فحجته‌ لازمه‌ ‌لهم‌. و العمل‌ ‌به‌ واجب‌ ‌عليهم‌، و عيب‌ المخالفة يلحقهم‌ ‌کما‌ لحق‌ آباءهم‌ ‌الّذين‌ نقضوا الميثاق‌ ‌ألذي‌ أخذ ‌عليهم‌.

و ‌قوله‌ «كُلَّما جاءَهُم‌ رَسُول‌ٌ بِما لا تَهوي‌ أَنفُسُهُم‌» و الهوي‌ ‌هو‌ لطف‌ محل‌ الشي‌ء ‌من‌ النفس‌ ‌مع‌ الميل‌ اليه‌ ‌بما‌ ‌لا‌ ينبغي‌، فلذلك‌ غلب‌ ‌علي‌ الهوي‌

اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 3  صفحة : 594
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست