آية بلا خلاف.
قرأ أبو عمرو و حمزة و الكسائي «ألا تكون» بالرفع. الباقون بالنصب. و لم يختلفوا في رفع (فتنة) فمن رفع، فالمعني حسبوا فعلهم غير فاتن لهم، لأنهم كانوا يقولون «نَحنُ أَبناءُ اللّهِ وَ أَحِبّاؤُهُ» و من نصبه فلأن «أن» تنصب الفعل المضارع. و قال أبو علي الفارسي الافعال علي ثلاثة أضرب: فعل يدل علي ثبات الشيء و استقراره نحو العلم، و فعل يدل علي خلاف الاستقرار و الثبات، و فعل يحتمل الأمرين، فما کان معناه العلم وقع بعده (أن) الثقيلة، و لم تقع بعده الخفيفة الناصبة للفعل، لأن الثقيلة معناها إثبات الشيء و استقراره و العلم بأنه كذلك أيضاً، فإذا أوقع عليه و استعمل معه کان وقعه ملائما له. و لو استعملت الناصبة للفعل بعد ما معناه العلم و استقرار الشيء له لتباينا و تدافعا، فمن استعمال الثقيلة بعد العلم و إيقاعه عليها قوله: «وَ يَعلَمُونَ أَنَّ اللّهَ هُوَ الحَقُّ المُبِينُ»[1] و «أَ لَم يَعلَم بِأَنَّ اللّهَ يَري»[2]، لأن الباء زائدة. و كذلك التبين و التيقن، و ما کان معناه العلم كقوله «ثُمَّ بَدا لَهُم مِن بَعدِ ما رَأَوُا الآياتِ»[3] فهذا ضرب من العلم لأنه تبين لأمر قد بان فلذلك کان قسما کما کان علمت قسما في نحو قوله:
و لقد علمت لتأتين منيتي و كذلك «ثُمَّ بَدا لَهُم مِن بَعدِ ما رَأَوُا الآياتِ لَيَسجُنُنَّهُ حَتّي حِينٍ»[4] فهو