responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 3  صفحة : 51

‌إلا‌ ‌من‌ حضرنا أمس‌ للقتال‌، و ‌من‌ تأخر عنا، ‌فلا‌ يخرج‌ معنا.

و

روي‌ ‌أنه‌ (ص‌) أذن‌ لجابر وحده‌ ‌في‌ الخروج‌.‌-‌ و ‌کان‌ خلفه‌ أبوه‌ ‌علي‌ بناته‌ يقوم‌ بهن‌-‌ فاعتل‌ بعضهم‌ بأن‌ ‌قال‌: بنا جراح‌، و آلام‌ فانزل‌ اللّه‌ ‌تعالي‌ «إِن‌ يَمسَسكُم‌ قَرح‌ٌ فَقَد مَس‌َّ القَوم‌َ قَرح‌ٌ مِثلُه‌ُ»

و ‌قيل‌ نزلت‌ فيهم‌ أيضاً «وَ لا تَهِنُوا فِي‌ ابتِغاءِ القَوم‌ِ إِن‌ تَكُونُوا تَألَمُون‌َ فَإِنَّهُم‌ يَألَمُون‌َ كَما تَألَمُون‌َ وَ تَرجُون‌َ مِن‌َ اللّه‌ِ ما لا يَرجُون‌َ»[1] ‌ثم‌ استجابوا ‌علي‌ ‌ما بهم‌ ‌إلي‌ اتباعهم‌ و ألقي‌ اللّه‌ الرعب‌ ‌في‌ قلوب‌ المشركين‌، فانهزموا ‌من‌ ‌غير‌ حرب‌.

و خرج‌ المسلمون‌ ‌إلي‌ حمراء الأسد. و ‌هي‌ ‌علي‌ ثمانية أميال‌ ‌من‌ المدينة.

الاعراب‌، و اللغة:

و موضع‌ «‌الّذين‌» يحتمل‌ ثلاثة أوجه‌ ‌من‌ الاعراب‌: الجر‌-‌ ‌علي‌ ‌أن‌ ‌يکون‌ نعتاً للمؤمنين‌-‌ و الرفع‌-‌ ‌علي‌ الابتداء‌-‌ و خبر ‌الّذين‌ الجملة‌-‌ و النصب‌-‌ ‌علي‌ المدح‌-‌ و ‌قوله‌: (مِن‌ بَعدِ ما أَصابَهُم‌ُ القَرح‌ُ) معناه‌ ‌من‌ ‌بعد‌ ‌ما نالهم‌ الجراح‌ و أصله‌ الخلوص‌ ‌من‌ الكدر. و ‌منه‌ ماء قراح‌ ‌ أي ‌ خالص‌. و القراح‌ ‌من‌ ‌الإرض‌: ‌ما خلص‌ طينه‌ ‌من‌ السبخ‌، و غيره‌. و القريحة خالص‌ الطبيعة. و اقترحت‌ ‌عليه‌ كذا ‌ أي ‌ اشتهيته‌ ‌عليه‌ لخلوصه‌ ‌علي‌ ‌ما تتوق‌ نفسه‌ إليه‌، كأنه‌ ‌قال‌: استخلصته‌. و فرس‌ قارح‌ ‌ أي ‌ طلع‌ نابه‌ لخلوصه‌ ببلوغ‌ تلك‌ الحال‌ ‌عن‌ نقص‌ الصغار، و كذلك‌ ناقة قارح‌ ‌ أي ‌ حامل‌. فالقرح‌ الجراح‌، لخلوص‌ ألمه‌ ‌إلي‌ النفس‌.

و أجاب‌، و استجاب‌ بمعني‌ واحد. و ‌قال‌ قوم‌: استجاب‌: طلب‌ الاجابة.

و أجاب‌: فعل‌ الاجابة. و ‌قوله‌: «لِلَّذِين‌َ أَحسَنُوا» فالاحسان‌ ‌هو‌ النفع‌ الحسن‌.

و الإفضال‌: النفع‌ الزائد ‌علي‌ أقل‌ المقدار. و ‌قوله‌: «وَ اتَّقَوا» معناه‌ اتقوا معاصي‌ اللّه‌ «أَجرٌ عَظِيم‌ٌ» معناه‌ هاهنا ‌الّذين‌ فعلوا الحسن‌ الجميل‌ ‌من‌ طاعة النبي‌ (ص‌)، و الانتهاء ‌إلي‌ ‌قوله‌. و ‌قوله‌: «منهم‌» معناه‌ تبيين‌ الصفة ‌لا‌ التبعيض‌.


[1] ‌سورة‌ النساء: آية 103.
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 3  صفحة : 51
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست