و قيل في المعني بقوله: «النّاس» الأول ثلاثة أقوال:
أولها- قال إبن عباس، و إبن إسحاق: انهم ركب دسهم أبو سفيان إلي المسلمين ليجبنوهم عند منصرفهم من أحد لما أرادوا الرجوع إليهم و قال السدي: هو اعرابي ضمن له جعل علي ذلک. و قال الواقدي
هو نعيم بن مسعود الاشجعي و هو قول أبي جعفر و أبي عبد اللّه (ع) .
و قوله: «إِنَّ النّاسَ قَد جَمَعُوا لَكُم» المعني به أبو سفيان و أصحابه- في قول أكثر المفسرين- و قال مجاهد: انما کان ذلک في بدر الصغري و هي سنة أربع و كانت أحد في سنة ثلاث من الهجرة. و إنما عبر بلفظ الجميع عن الواحد في قوله: «قالَ لَهُمُ النّاسُ» لأمرين:
و الثاني- إن الواحد يقوم مقام النّاس، لأن «الإنسان» إذا انتظر قوماً فجاء واحد منهم، قد يقال: جاء النّاس إما لتفخيم الشأن، و أما لابتداء الإتيان.
و قوله: «فاخشوهم» حكاية عن قول نعيم بن مسعود للمسلمين. يعني اخشوا أبا سفيان، و أصحابه فبين اللّه تعالي ان ذلک القول زادهم ايماناً و ثباتاً علي دينهم، و اقامة علي نصرة نبيهم. و قالوا عند ذلک «حَسبُنَا اللّهُ وَ نِعمَ الوَكِيلُ» و معناه كافينا اللّه.
اللغة، و القصة:
و أصله من الحساب، لأن الكفاية بحسب الحاجة، و بحساب الحاجة. و منه
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي الجزء : 3 صفحة : 52