و الآخر- قصده الدعاء إلي حق من يعلم انه يستجيب له المدعو و انما يستدل بفعل غير المنعم علي موضع النعمة في الجلالة و عظم المنزلة.
و قوله: (وَ أَنَّ اللّهَ لا يُضِيعُ أَجرَ المُؤمِنِينَ) و ان كانوا هم علموا ذلک فإنما ذكر اللّه انهم يستبشرون بذلك، لأن ما يعلمونه في دار التكليف يعلمونه بدليل.
و ما يعلمونه بعد الموت يعلمونه ضرورة. و بينهما فرق واضح، لأن مع العلم الضروري يتضاعف سرورهم، و يشتد اغتباطهم.
ذكر إبن عباس و السدي، و إبن إسحاق، و إبن جريج، و قتادة: ان سبب نزول هذه الآية ان أبا سفيان: صخر بن حرب، و أصحابه لما انصرفوا عن أحد، ندموا. و قال بعضهم لبعض: لا محمداً قتلتم و لا الكواعب أردفتم فارجعوا فاغيروا علي المدينة، و اسبوا ذراريهم. و