responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 3  صفحة : 50

و الآخر‌-‌ للتأكيد لتمكين‌ المعني‌ ‌في‌ النفس‌، و المبالغة. و النعمة ‌هي‌ المنفعة ‌الّتي‌ يستحق‌ بها الشكر ‌إذا‌ كانت‌ خالية ‌من‌ وجوه‌ القبح‌، لأن‌ المنفعة ‌علي‌ ضربين‌:

أحدهما‌-‌ منفعة اغترار، و حيلة، و [الثاني‌]‌-‌ منفعة خالصة ‌من‌ شائب‌ الاساءة. و النعمة: تعظيم‌ بفعل‌ ‌غير‌ المنعم‌، كنعمة الرسول‌ ‌علي‌ ‌من‌ دعاه‌ ‌إلي‌ الإسلام‌ فاستجاب‌ ‌له‌، لأن‌ دعاءه‌ ‌له‌ نفع‌ ‌من‌ وجهين‌:

أحدهما‌-‌ حسن‌ النية ‌في‌ دعائه‌ ‌إلي‌ الحق‌ ليستجيب‌ ‌له‌.

و الآخر‌-‌ قصده‌ الدعاء ‌إلي‌ حق‌ ‌من‌ يعلم‌ انه‌ يستجيب‌ ‌له‌ المدعو و انما يستدل‌ بفعل‌ ‌غير‌ المنعم‌ ‌علي‌ موضع‌ النعمة ‌في‌ الجلالة و عظم‌ المنزلة.

و ‌قوله‌: (وَ أَن‌َّ اللّه‌َ لا يُضِيع‌ُ أَجرَ المُؤمِنِين‌َ) و ‌ان‌ كانوا ‌هم‌ علموا ‌ذلک‌ فإنما ذكر اللّه‌ انهم‌ يستبشرون‌ بذلك‌، لأن‌ ‌ما يعلمونه‌ ‌في‌ دار التكليف‌ يعلمونه‌ بدليل‌.

و ‌ما يعلمونه‌ ‌بعد‌ الموت‌ يعلمونه‌ ضرورة. و بينهما فرق‌ واضح‌، لأن‌ ‌مع‌ العلم‌ الضروري‌ يتضاعف‌ سرورهم‌، و يشتد اغتباطهم‌.

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ آل‌عمران‌ (3): آية 172]

الَّذِين‌َ استَجابُوا لِلّه‌ِ وَ الرَّسُول‌ِ مِن‌ بَعدِ ما أَصابَهُم‌ُ القَرح‌ُ لِلَّذِين‌َ أَحسَنُوا مِنهُم‌ وَ اتَّقَوا أَجرٌ عَظِيم‌ٌ (172)

‌-‌ آية واحدة‌-‌.

سبب‌ النزول‌ و القصة:

ذكر ‌إبن‌ عباس‌ و السدي‌، و ‌إبن‌ إسحاق‌، و ‌إبن‌ جريج‌، و قتادة: ‌ان‌ سبب‌ نزول‌ ‌هذه‌ ‌الآية‌ ‌ان‌ أبا سفيان‌: صخر ‌بن‌ حرب‌، و أصحابه‌ ‌لما‌ انصرفوا ‌عن‌ أحد، ندموا. و ‌قال‌ بعضهم‌ لبعض‌: ‌لا‌ محمداً قتلتم‌ و ‌لا‌ الكواعب‌ أردفتم‌ فارجعوا فاغيروا ‌علي‌ المدينة، و اسبوا ذراريهم‌. و

‌قيل‌: ‌إن‌ بعضهم‌ ‌قال‌ لبعض‌: إنكم‌ قتلتم‌ عدوكم‌ ‌حتي‌ ‌إذا‌ ‌لم‌ يبق‌ ‌إلا‌ الرشيد تركتموهم‌. ارجعوا فاستأصلوهم‌. فرجعوا ‌الي‌ حمراء الأسد و سمع‌ بهم‌ النبي‌ (ص‌) فدعا أصحابه‌ ‌إلي‌ الخروج‌، و ‌قال‌: ‌لا‌ يخرج‌ معنا

اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 3  صفحة : 50
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست