أخبر اللّه (تعالي) نبيه عليه السلام أنه سيقول لك فيما بعد السفهاء، و هو جمع سفيه، و هو و الجاهل و الغبي نظائر.
«ما وَلّاهُم» معناه، أي شيء ولّاهم. و معني ولَّاهم صرفهم عنه، و مثله: قلّبه عنه و فتله. «عَن قِبلَتِهِمُ الَّتِي كانُوا عَلَيها». و القبلة: الجهة الّتي تستقبل في الصلاة، و قبلة المسلمين: الكعبة. و السفيه: الخفيف إلي ما لا يجوز له أن نحف إليه، و هي صفة ذم في الدين. و ضد السفه الحكمة. و اشتقاق لاهم من الولي. و هو حصول الثاني بعد الأول من غير فصل. فالثاني يلي الأول، و الثالث يلي الثاني، و الرابع يلي الثالث ثم هكذا أبداً. و وّلي عنه خلاف وّلي إليه: مثل قولك، عدل عنه، و عدل إليه، و انصرف، عنه و انصرف إليه. فإذا کان ألذي يليه متوجهاً إليه فهو متول إليه و إذا کان متوجهاً إلي خلاف جهته، فهو متول عنه.
و القبلة مثل الجلسة للحال الّتي يقابل لشيء غيره عليها کما أن الجلسة للتي يجلس عليها. فكان يقال:- فيما حكي- هو لي قبلة، و أنا له قبلة، ثم صار علماً علي الجهة الّتي تستقبل في الصلاة.
و اختلفوا في الّذين عابوا المسلمين بالانصراف من قبلة بيت المقدس إلي الكعبة علي ثلاثة أقوال:
[الأول] فقال إبن عباس، و البراء بن عازب: هم اليهود [الثاني] قال الحسن: هم مشركوا العرب، و إن رسول اللّه (صلي اللّه عليه و آله) لمّا حول الكعبة من بيت المقدس، قالوا: يا محمّد (ص) رغبت عن قبلة آبائك، ثم رجعت إليها ايضاً، و اللّه لترجعن إلي دينهم. و الثالث قال السدي: انهم المنافقون، قالوا ذلک استهزاء
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي الجزء : 2 صفحة : 3