responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 10  صفحة : 88

‌إلي‌ السجود، و ‌إن‌ كانوا ‌لا‌ ينتفعون‌ ‌به‌. ‌ثم‌ ‌قال‌ (خاشِعَةً أَبصارُهُم‌) ‌ أي ‌ ذليلة أبصارهم‌ ‌لا‌ يرفعون‌ نظرهم‌ ‌عن‌ ‌الإرض‌ ذلة و مهانة (تَرهَقُهُم‌ ذِلَّةٌ) معناه‌ تغشاهم‌ ذلة يقال‌: رهقه‌ يرهقه‌ رهقاً، فهو راهق‌ ‌إذا‌ غشيه‌، و رهقه‌ الفارس‌ ‌إذا‌ أدركه‌، و راهق‌ الغلام‌ ‌إذا‌ أدرك‌.

و ‌قوله‌ (وَ قَد كانُوا يُدعَون‌َ إِلَي‌ السُّجُودِ وَ هُم‌ سالِمُون‌َ) يعني‌ دعاهم‌ اللّه‌ ‌تعالي‌ ‌إلي‌ السجود و الخضوع‌ ‌له‌ ‌في‌ دار الدنيا و زمان‌ التكليف‌، فلم‌ يفعلوا، ‌فلا‌ ينفعهم‌ السجود ‌في‌ ‌ذلک‌ الوقت‌.

و ‌قوله‌ (فَذَرنِي‌ وَ مَن‌ يُكَذِّب‌ُ بِهذَا الحَدِيث‌ِ) تهديد، و معناه‌ ذرني‌ و المكذبين‌ ‌ أي ‌ أوكل‌ أمرهم‌ إلي‌ ‌کما‌ يقول‌ القائل‌: دعني‌ و إياه‌.

و ‌قوله‌ (سَنَستَدرِجُهُم‌ مِن‌ حَيث‌ُ لا يَعلَمُون‌َ) معناه‌ سآخذهم‌ ‌إلي‌ العقاب‌ حالا ‌بعد‌ حال‌.

و ‌قوله‌ (وَ أُملِي‌ لَهُم‌) ‌ أي ‌ و أطيل‌ آجالهم‌ و أؤخرها (إِن‌َّ كَيدِي‌ مَتِين‌ٌ) ‌ أي ‌ قوي‌، فكأنه‌ ‌قال‌ سنستدرج‌ أعمالهم‌ ‌إلي‌ عقابهم‌ و ‌إن‌ أطلناها ‌لهم‌ نستخرج‌ ‌ما عندهم‌ قليلا قليلا. و أصله‌ ‌من‌ الدرجة، لان‌ الراقي‌ ينزل‌ منها مرقاة مرقاة فأشبه‌ ‌هذا‌.

و وجه‌ الحكمة ‌في‌ ‌ذلک‌ أنهم‌ ‌لو‌ عرفوا الوقت‌ ‌ألذي‌ يؤخذون‌ ‌فيه‌ لكانوا آمنين‌ ‌إلي‌ ‌ذلک‌ الوقت‌، و صاروا مغريين‌ بالقبيح‌، و اللّه‌ ‌تعالي‌ ‌لا‌ يفعل‌ ‌ذلک‌.

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ القلم‌ (68): الآيات‌ 46 ‌الي‌ 52]

أَم‌ تَسئَلُهُم‌ أَجراً فَهُم‌ مِن‌ مَغرَم‌ٍ مُثقَلُون‌َ (46) أَم‌ عِندَهُم‌ُ الغَيب‌ُ فَهُم‌ يَكتُبُون‌َ (47) فَاصبِر لِحُكم‌ِ رَبِّك‌َ وَ لا تَكُن‌ كَصاحِب‌ِ الحُوت‌ِ إِذ نادي‌ وَ هُوَ مَكظُوم‌ٌ (48) لَو لا أَن‌ تَدارَكَه‌ُ نِعمَةٌ مِن‌ رَبِّه‌ِ لَنُبِذَ بِالعَراءِ وَ هُوَ مَذمُوم‌ٌ (49) فَاجتَباه‌ُ رَبُّه‌ُ فَجَعَلَه‌ُ مِن‌َ الصّالِحِين‌َ (50)

وَ إِن‌ يَكادُ الَّذِين‌َ كَفَرُوا لَيُزلِقُونَك‌َ بِأَبصارِهِم‌ لَمّا سَمِعُوا الذِّكرَ وَ يَقُولُون‌َ إِنَّه‌ُ لَمَجنُون‌ٌ (51) وَ ما هُوَ إِلاّ ذِكرٌ لِلعالَمِين‌َ (52)

اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 10  صفحة : 88
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست