responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 10  صفحة : 84

و معناهما واحد.

و ‌قوله‌ (كَذلِك‌َ العَذاب‌ُ) معناه‌ مثل‌ ‌ما فعلنا بهؤلاء ‌هذا‌ العذاب‌ عاجلا ‌في‌ دار الدنيا. ‌ثم‌ ‌قال‌ (وَ لَعَذاب‌ُ الآخِرَةِ أَكبَرُ لَو كانُوا يَعلَمُون‌َ) ‌إن‌ هناك‌ عقاباً و عذاباً. و خير ‌من‌ كذا ‌ أي ‌ أعظم‌ نفعاً ‌منه‌ و أحسن‌ ‌في‌ العقل‌، و مثله‌ الأصلح‌ و الاولي‌ و الأجل‌، و الأكبر ‌هو‌ ‌ألذي‌ يصغر مقدار ‌غير‌ عنه‌ بالاضافة اليه‌. و ‌قد‌ ‌يکون‌ أكبر شأناً و اكبر شخصاً.

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ القلم‌ (68): الآيات‌ 34 ‌الي‌ 40]

إِن‌َّ لِلمُتَّقِين‌َ عِندَ رَبِّهِم‌ جَنّات‌ِ النَّعِيم‌ِ (34) أَ فَنَجعَل‌ُ المُسلِمِين‌َ كَالمُجرِمِين‌َ (35) ما لَكُم‌ كَيف‌َ تَحكُمُون‌َ (36) أَم‌ لَكُم‌ كِتاب‌ٌ فِيه‌ِ تَدرُسُون‌َ (37) إِن‌َّ لَكُم‌ فِيه‌ِ لَما تَخَيَّرُون‌َ (38)

أَم‌ لَكُم‌ أَيمان‌ٌ عَلَينا بالِغَةٌ إِلي‌ يَوم‌ِ القِيامَةِ إِن‌َّ لَكُم‌ لَما تَحكُمُون‌َ (39) سَلهُم‌ أَيُّهُم‌ بِذلِك‌َ زَعِيم‌ٌ (40)

سبع‌ آيات‌ ‌لما‌ اخبر اللّه‌ ‌تعالي‌ ‌ما حل‌ بالكفار، و ‌ما ‌هو‌ معد ‌لهم‌ ‌في‌ الآخرة أخبر ‌بما‌ للمؤمنين‌ ‌من‌ أهل‌ الطاعات‌، ‌فقال‌ (إِن‌َّ لِلمُتَّقِين‌َ) يعني‌ للذين‌ أمنوا عقاب‌ اللّه‌ باتقاء معاصيه‌ و فعل‌ طاعاته‌ (عِندَ رَبِّهِم‌ جَنّات‌ِ النَّعِيم‌ِ) ‌ أي ‌ بساتين‌ يتنعمون‌ ‌فيها‌ و يتلذذون‌ بها.

‌ثم‌ ‌قال‌ ‌علي‌ وجه‌ الإنكار ‌علي‌ الكفار و انه‌ ‌لا‌ يسوي‌ بينهم‌ و ‌بين‌ المؤمنين‌ ‌فقال‌ (أَ فَنَجعَل‌ُ المُسلِمِين‌َ) ‌الّذين‌ أسلموا للّه‌ و انقادوا لطاعته‌ و امتثلوا ‌ما أمرهم‌ ‌به‌ (كَالمُجرِمِين‌َ) أي‌ مثل‌ ‌من‌ عصاه‌ و خرج‌ ‌عن‌ طاعته‌ و ارتكب‌ ‌ما نهاه‌ عنه‌!؟ فهذا ‌لا‌ ‌يکون‌ أبداً.

و ‌قوله‌ (ما لَكُم‌ كَيف‌َ تَحكُمُون‌َ) تهجين‌ ‌لهم‌ و توبيخ‌. و معناه‌ أعلي‌ حال‌ الصواب‌ أم‌

اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 10  صفحة : 84
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست