ست آيات.
قرأ إبن كثير (و اليه النشور و أمنتم) بواو في الوصل قلباً لهمزة الاستفهام واواً لضم ما قبلها. و قرأ اهل الكوفة و اهل الشام بهمزتين علي أصولهم. الباقون بتحقيق الأولي و تخفيف الثانية.
يقول اللّه تعالي مهدداً للمكلفين و زاجراً لهم عن ارتكاب معاصيه و الجحد لربوبيته علي لفظ الاستفهام و المراد به تفخيم الامر و تعظيم التبكيت (أَ أَمِنتُم مَن فِي السَّماءِ) فالأمن هو اطمينان النفس إلي السلامة من الخوف، و الأمن علم بسلامة النفس من الضرر يقال أمن يأمن أمناً و أمنه يؤمنه إيماناً و أماناً، و المعني أ أمن من في السماء سلطانه و أمره و نهيه. کما قال (وَ هُوَ اللّهُ فِي السَّماواتِ وَ فِي الأَرضِ يَعلَمُ سِرَّكُم وَ جَهرَكُم)[1] أي و هو اللّه في السموات و في الإرض معلومه، لا يخفي عليه شيء منه. و قيل: ايضاً يجوز ان يکون المراد (أَ أَمِنتُم مَن فِي السَّماءِ) يعني الملك الكائن في السماء (أَن يَخسِفَ بِكُمُ الأَرضَ) بأمر اللّه، فإذا هي تمور أي تردد، فالمور هو التردد في الذهاب و المجيء، يقال: مار يمور موراً فهو مائر، و مثله ماج يموج موجاً.
و قوله (أَم أَمِنتُم مَن فِي السَّماءِ أَن يُرسِلَ عَلَيكُم حاصِباً) فالحاصب الحجارة الّتي يرمي بها كالحصباء، حصبه بالحصباء يحصبه حصباً إذا رماه بها. و يقال للذي يرمي به حاصب أي ذو حصب كأن الحجر هو ألذي يحصب. و قيل: تقديره آمنوا قبل ان يرسل عليكم حاصباً، کما أرسل علي قوم لوط حجارة من السماء.
و قوله (فَسَتَعلَمُونَ كَيفَ نَذِيرِ) فيه تهديد أي ستعرفون كيف تخويفي