تقديره و جعلنا فيها.
و قوله (وَ أَعتَدنا لَهُم عَذابَ السَّعِيرِ) معناه إنا جعلنا الكواكب رجماً للشياطين أعتدنا لهم و ادّخرنا لأجلهم عذاب السعير يعني النار المسعّرة، فالسعير النار المسعرة المشتعلة. و قيل: ينفصل من الكواكب شهاب بأن يکون رجوماً للشياطين، فأما الكوكب نفسه، فليس يزول إلي أن يريد اللّه فناءه، ففي هذه الآيات بيان ما يجب من تعظيم اللّه تعالي لم يزل و لا يزال، و أن له الملك الكبير، و انه علي کل شيء قدير. و فيها بيان ما يجب اعتقاده من أن جميع ما خلقه اللّه فللابتلاء بما يصح معه التكليف للعمل ألذي يوجب الثواب جزاء علي الإحسان مع رحمة من تاب بالغفران و شدة الانتقام ممن أقام علي معصيته. و فيها بيان ما يجب اعتقاده من أن جميع ما خلقه اللّه محكم لا تفاوت فيه، لأنه علي ما تقتضيه الحكمة في المتعة و العبرة و ما يصح به الزجر من السيئة. و فيها بيان ما يجب اعتقاده مما اقتضت الحكمة فيه التلاؤم من غير فطور، و لا عدول عن الصواب من أمر السموات و الأفلاك و النجوم، و ما خلق فيها من المصابيح زينة لها و رجوماً للشياطين مع ان عاقبتهم إلي عذاب السعير.
وَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِم عَذابُ جَهَنَّمَ وَ بِئسَ المَصِيرُ (6) إِذا أُلقُوا فِيها سَمِعُوا لَها شَهِيقاً وَ هِيَ تَفُورُ (7) تَكادُ تَمَيَّزُ مِنَ الغَيظِ كُلَّما أُلقِيَ فِيها فَوجٌ سَأَلَهُم خَزَنَتُها أَ لَم يَأتِكُم نَذِيرٌ (8) قالُوا بَلي قَد جاءَنا نَذِيرٌ فَكَذَّبنا وَ قُلنا ما نَزَّلَ اللّهُ مِن شَيءٍ إِن أَنتُم إِلاّ فِي ضَلالٍ كَبِيرٍ (9) وَ قالُوا لَو كُنّا نَسمَعُ أَو نَعقِلُ ما كُنّا فِي أَصحابِ السَّعِيرِ (10)
فَاعتَرَفُوا بِذَنبِهِم فَسُحقاً لِأَصحابِ السَّعِيرِ (11)