مكية في قول إبن عباس و الضحاك و هي إحدي عشرون آية بلا خلاف
بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ
وَ اللَّيلِ إِذا يَغشي (1) وَ النَّهارِ إِذا تَجَلّي (2) وَ ما خَلَقَ الذَّكَرَ وَ الأُنثي (3) إِنَّ سَعيَكُم لَشَتّي (4)
فَأَمّا مَن أَعطي وَ اتَّقي (5) وَ صَدَّقَ بِالحُسني (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِليُسري (7) وَ أَمّا مَن بَخِلَ وَ استَغني (8) وَ كَذَّبَ بِالحُسني (9)
فَسَنُيَسِّرُهُ لِلعُسري (10) وَ ما يُغنِي عَنهُ مالُهُ إِذا تَرَدّي (11) إِنَّ عَلَينا لَلهُدي (12) وَ إِنَّ لَنا لَلآخِرَةَ وَ الأُولي (13)
ثلاث عشرة آية.
هذا قسم من اللّه تعالي بالليل إذا غشيه الظلام، فأظلم و ادلّهم و غشي الأنام لما في ذلک من الهول المحرك للنفس بالاستعظام.
ثم اقسم بالنهار إذا تجلي، و معناه إذا أنار و ظهر للابصار لما في ذلک من الاعتبار. و قيل التقدير و الليل إذا يغشي النهار، فيذهب بضوئه «وَ النَّهارِ إِذا تَجَلّي» أي جلي الليل، فأذهب ظلمته، ذكره الحسن. و الغشي إلباس الشيء ما يغمر و يستر جملته، و إنما كرر ذكرهما في السورتين لعظم شأنهما، و جلالة موقعهما في باب